فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَمَثَلِ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَرِيبٗاۖ ذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (15)

{ كمثل } أي أن مثل المنافقين واليهود أي نبي النضير كمثل { الذين من قبلهم } من كفار المشركين وأهل مكة { قريبا } يعني في زمان قريب وقيل . يشبهونهم في زمن قريب ، وقيل العامل فيه : { ذاقوا } أي ذاقوا في زمن قريب ، أي بين وقعة بدر ووقعة بني النضير نحو سنة ونصف ، لأنها كانت في ربيع الأول من الرابعة ، وبدر كانت في رمضان من الثانية .

{ وبال أمرهم } أي سوء عاقبة كفرهم في الدنيا ، بقتلهم يوم بدر . وكان ذلك قبل غزوة بني النضير بستة أشهر ، قاله مجاهد وغيره ، وقيل : المراد بنو النضير حيث أمكن الله منهم ، قاله قتادة : وقيل : قتل بني قريظة ، قاله الضحاك ، وقيل : هو عام في كل من انتقم الله منه بسبب كفره ، والأول أولى ( ولهم ) مع ذلك { عذاب أليم } في الآخرة .