معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ} (4)

{ وللآخرة خير لك من الأولى } حدثنا المطهر بن علي الفارسي ، أنبأنا محمد بن إبراهيم الصالحاني ، أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ الحافظ ، أنبأنا ابن أبي عاصم ، أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة ، أنبأنا معاوية بن هشام عن علي بن صالح عن يزيد بن زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا " .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ} (4)

{ وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأولَى } أي : والدار الآخرة خير لك من هذه الدار . ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا ، وأعظمهم لها إطراحًا ، كما هو معلوم [ بالضرورة ]{[30182]} من سيرته . ولما خُيِّرَ ، عليه السلام ، في آخر عمره بين الخلد في الدنيا إلى آخرها ثم الجنة ، وبين الصيرورة إلى الله عز وجل ، اختار ما عند الله على هذه الدنيا الدنية .

قال الإمام أحمد : حدثنا يزيد ، حدثنا المسعودي ، عن عمرو بن مرة ، عن إبراهيم النَّخعِي ، عن علقمة ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال : اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير ، فأثر في جنبه ، فلما استيقظ جعلت أمسح جنبه وقلت : يا رسول الله ، ألا آذنتنا حتى نبسط لك على الحصير شيئا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما لي وللدنيا ؟ ! ما أنا والدنيا ؟ ! إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب ظَلّ تحت شجرة ، ثم راح وتركتها{[30183]} .

ورواه الترمذي وابن ماجة ، من حديث المسعودي به{[30184]} وقال الترمذي : حسن صحيح .


[30182]:- (2) زيادة من م.
[30183]:- (3) في أ: "وتركها".
[30184]:- (4) المسند (1/391) وسنن الترمذي برقم (2377) وسنن ابن ماجة برقم (4109).
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ} (4)

روي أن الوحي تأخر عنه أياما لتركه الاستثناء كما مر في سورة الكهف أو لزجره سائلا ملحا أو لأن جروا ميتا كان تحت سريره أو لغيره فقال المشركون إن محمدا ودعه ربه وقلاه فنزلت ردا عليهم وللآخرة خير لك من الأولى فإنها باقية خالصة عن الشوائب وهذه فانية مشوبة بالمضار كأنه لما بين أنه سبحانه وتعالى لا يزال يواصله بالوحي والكرامة في الدنيا وعد له ما هو أعلى وأجل من ذلك في الآخرة أو لنهاية أمرك خير من بدايته فإنه صلى الله عليه وسلم لا يزال يتصاعد في الرفعة والكمال .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ} (4)

وقوله تعالى : { وللآخرة خير لك من الأولى } يحتمل أن يريد الدارين الدنيا والآخرة ، وهذا تأويل ابن إسحاق وغيره ، ويحتمل أن يريد حاليه في الدنيا قبل نزول السورة وبعدها فوعده الله تعالى على هذا التأويل بالنصر والظهور ، وكذلك قوله تعالى : { ولسوف يعطيك ربك } الآية