السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ} (4)

{ وللآخرة } التي هي المقصود من الوجود بالذات لأنها باقية خاصة عن شوائب الكدر { خير لك } ، أي : لما فيها من الكرامات لك { من الأولى } ، أي : الدنيا الفانية التي لا سرور فيها خالص وقيد تعالى بقوله سبحانه : { لك } لأنها ليست خيراً لكل أحد .

قال البقاعي : إنّ الناس على أربعة أقسام : منهم من له الخير في الدارين وهم أهل الطاعة الأغنياء ، ومنهم : من له الشرّ فيهما وهم الكفرة الفقراء ، ومنهم من له صورة خير في الدنيا وشرّ في الآخرة وهم الكفرة الأغنياء ، ومنهم من له صورة شرّ في الدنيا وخير في الآخرة وهم المؤمنون الفقراء . وروى البغوي بسنده عن ابن مسعود قال : «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أهل البيت أختار الله لنا الآخرة على الدنيا » .