تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلطَّارِقُ} (2)

يقسم{[29949]} تعالى بالسماء وما جعل فيها من الكواكب النيرة ؛ ولهذا قال : { وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ } ثم قال { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ } ثم فسره بقوله : { النَّجْمُ الثَّاقِبُ }

قال قتادة وغيره : إنما سمي النجم طارقا ؛ لأنه إنما يرى بالليل ويختفي بالنهار . ويؤيده ما جاء في الحديث الصحيح : نهى أن يطرق الرجل أهله طروقا{[29950]} أي : يأتيهم فجأة بالليل . وفي الحديث الآخر المشتمل على الدعاء : " إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن " {[29951]} .

وقوله : { الثَّاقِبُ } قال ابن عباس : المضيء . وقال السدي : يثقب الشياطين إذا أرسل عليها . وقال عكرمة : هو مضيء ومحرق للشيطان .


[29949]:- (5) في أ: "أقسم".
[29950]:- (6) رواه البخاري في صحيحه برقم (5243) من حديث جابر، رضي الله عنه.
[29951]:- (1) رواه الإمام أحمد في المسند (3/419) من حديث عبد الرحمن بن خنبش، رضي الله عنه.

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلطَّارِقُ} (2)

وما أدراك ما الطارق .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلطَّارِقُ} (2)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وما أشعرك يا محمد ما الطارق الذي أقسمت به؟...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

(وما أدراك) معناه أنه لَمْ تدر حتى أعلمتك، وكل ما يعلمه الإنسان فالله أعلمه بالضرورة أو بالدليل...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

استفهامٌ يراد منه تفخيم شأن هذا النجم...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{النجم الثاقب} المضيء، كأنه يثقب الظلام بضوئه فينفذ فيه...

والمراد: جنس النجوم، أو جنس الشهب التي يرجم بها. فإن قلت: ما يشبه قوله: {وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطارق (2) النجم الثاقب (3)} إلا ترجمة كلمة بأخرى، فبين لي أي فائدة تحته؟ قلت: أراد الله عزّ من قائل: أن يقسم بالنجم الثاقب تعظيماً له، لما عرف فيه من عجيب القدرة ولطيف الحكمة، وأن ينبه على ذلك فجاء بما هو صفة مشتركة بينه وبين غيره، وهو الطارق، ثم قال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطارق} ثم فسره بقوله: {النجم الثاقب} كل هذا إظهار لفخامة شأنه، كما قال {فَلاَ أُقْسِمُ بمواقع النجوم وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} [الواقعة: 75 -76]...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{والطارق} كان هذا مما لا يستغنى سامعه عن معرفة المراد منه فقال: {وما أدراك ما الطارق}... ثم قال: {النجم الثاقب} أي هو طارق عظيم الشأن، رفيع القدر وهو النجم الذي يهتدى به في ظلمات البر والبحر ويوقف به على أوقات الأمطار...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ويثني بالاستفهام المعهود في التعبير القرآني: (وما أدراك ما الطارق؟).. وكأنه أمر وراء الإدراك والعلم...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وأبهم الموصوف بالطارق ابتداء، ثم زيد إبهاماً مشوباً بتعظيم أمره بقوله: {وما أدراك ما الطارق} ثم بُين بأنه: {النجم الثاقب} ليحصل من ذلك مزيد تقرر للمراد بالمقسم به وهو أنه من جنس النجوم، شُبه طلوع النجم ليلاً بطروق المسافر الطارق بيتاً بجامع كونه ظهوراً في الليل...