محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلطَّارِقُ} (2)

{ والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب } أي المضيء كأنه يثقب ظلمة الليل وينفذ فيه فيبصر بنوره ويهتدى به وسمي طارقا لأنه يطرق ليلا أي يبدو فيه .

قال الشهاب الطارق من ( الطرق ) وأصل معناه الضرب بوقع وشدة يسمع لها صوت ومنه المطرقة والطريق لأن السابلة تطرقها ثم صار في عرف اللغة اسما لسالك الطريق لتصور أنه يطرقها بقدمه واشتهر فيه حتى صار حقيقة وتسمية الآتي ليلا ( طارقا ) لأنه في الأكثر يجد الأبواب مغلقة فيطرقها .

والتعريف في { النجم } للجنس وأصل معنى ( الثقب ) الخرق فالثاقب الخارق ثم صار بمعنى المضيء لتصور أنه ثقب الظلام أو الفلك وفي إبهامه ثم تفسيره تفخيم لشأنه وتنبيه على الاعتبار والاستدلال به .