معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّنَ ٱلۡأَنۢبَآءِ مَا فِيهِ مُزۡدَجَرٌ} (4)

قوله تعالى : { ولقد جاءهم } يعني : أهل مكة ، { من الأنباء } من أخبار الأمم المكذبة في القرآن ، { ما فيه مزدجر } متنهى ، مصدر بمعنى الازدجار ، أي : نهى وعظة ، يقال : زجرته وازدجرته إذا نهيته عن السوء ، وأصله : { مزتجر } ، قلبت التاء دالاً .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّنَ ٱلۡأَنۢبَآءِ مَا فِيهِ مُزۡدَجَرٌ} (4)

( ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر ) . . أنباء الآيات الكونية التي صرفها الله لهم في هذا القرآن ؛ وأنباء

المكذبين قبلهم ومصارعهم ، وأنباء الآخرة التي صورها القرآن لهم . . وكان في هذا كله زاجر ورادع لمن يزدجر ويرتدع .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّنَ ٱلۡأَنۢبَآءِ مَا فِيهِ مُزۡدَجَرٌ} (4)

وقوله : { وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأنْبَاءِ } أي : من الأخبار عن قصص الأمم المكذبين بالرسل ، وما حل بهم من العقاب والنكال والعذاب ، مما يتلى عليهم في هذا القرآن ، { مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } أي : ما فيه واعظ لهم عن الشرك والتمادي على التكذيب .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّنَ ٱلۡأَنۢبَآءِ مَا فِيهِ مُزۡدَجَرٌ} (4)

عطف على جملة { وكذبوا واتبعوا أهواءهم } [ القمر : 3 ] أي جاءهم في القرآن من أنباء الأمم ما فيه مزدجر لهؤلاء ، أو أريد بالأنباء الحجج الواردة في القرآن ، أي جاءهم ما هو أشد في الحجة من انشقاق القمر . و { من الأنباء } بيان ما فيه مزدجر قدم على المبين و { من } بيانية .

والمُزدجر : مصدر ميمي ، وهو مصاغ بصيغة اسم المفعول الذي فعله زائد على ثلاثة أحرف . ازدجره بمعنى زجره ، ومادة الافتعال فيه للمبالغة . والدال بدل من تاء الافتعال التي تبدل بعد الزاي إلاّ مثل ازْداد ، أي ما فيه مانع لهم من ارتكاب ما ارتكبوه . والمعنى : ما هو زاجر لهم فجعل الازدجار مظروفاً فيه مجازاً للمبالغة في ملازمته له على طريقة التجريد كقوله تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } [ الأحزاب : 21 ] أي هو أسوة .