السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّنَ ٱلۡأَنۢبَآءِ مَا فِيهِ مُزۡدَجَرٌ} (4)

{ ولقد جاءهم } أي أهل مكة في القرآن قبل الانشقاق { من الأنباء } أي : أخبار إهلاك الأمم الماضية المكذبة رسلهم لأنّ الأنباء الأخبار العظام التي لها وقع كقول الهدهد { وجئتك من سبأ بنبأ يقين } [ النمل : 22 ]

لأنه كان خبراً عظيماً له وقع وخطر وقال تعالى : { إن جاءكم فاسق بنبأ } [ الحجرات : 6 ] أي بأمر عظيم له خطر وإنما يجب التثبت فيما يتعلق به حكم ويترتب عليه أمر ذو بال { ما فيه } خاصة { مزدجر } أي : عمّاهم فيه من الباطل ، ولكن لم يزدجر منهم إلا من أراد الله تعالى .

تنبيه : المزدجر اسم مصدر أي ازدجار أو اسم مكان أي موضع ازدجار والدال بدل من تاء الافتعال وازدجرته وزجرته نهيته بغلظة وما موصولة أو موصوفة .