فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّنَ ٱلۡأَنۢبَآءِ مَا فِيهِ مُزۡدَجَرٌ} (4)

{ وَلَقَدْ جَاءهُم مّنَ الأنباء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } أي ولقد جاء كفار مكة ، أو الكفار على العموم من الأنباء ، ومن أخبار الأمم المكذبة المقصوصة علينا في القرآن { مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } أي ازدجار على أنه مصدر ميميّ ، يقال : زجرته : إذا نهيته عن السوء ووعظته ، ويجوز أن يكون اسم مكان ، والمعنى : جاءهم ما فيه موضع ازدجار : أي أنه في نفسه موضع لذلك ، وأصله : مزتجر وتاء الافتعال تقلب دالاً مع الزاي والدال والذال ، كما تقرّر في موضعه ، وقرأ زيد بن عليّ : ( مزّجر ) بقلب تاء الافتعال زاياً وإدغام الزاي في الزاي ، و «من » في قوله : { مّنَ الأنباء } للتبعيض ، وهي وما دخلت عليه في محل نصب على الحال .

/خ17