( إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما ) . .
والأنكال - هي القيود - والجحيم والطعام ذو الغصة الذي يمزق الحلوق والعذاب الأليم . . كلها جزاء مناسب ( لأولي النعمة ) ! الذين لم يرعوا النعمة ، ولم يشكروا المنعم ، فاصبر يا محمد عليهم صبرا جميلا وخل بيني وبينهم . ودعهم فإن عندنا قيودا تنكل بهم وتؤذيهم ، وجحيما تجحمهم وتصليهم ، وطعاما تلازمه الغصة في الحلق ، وعذابا أليما في يوم مخيف . . .
و «الطعام ذو الغصة » ، شجرة الزقوم قاله مجاهد وغيره ، وقيل شوك من نار وتعترض في حلوقهم لا تخرج ولا تنزل قاله ابن عباس ، وكل مطعوم هنالك فهو ذو غصة ، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية فصعق{[11397]} .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
"وَطَعاما ذَا غُصّةٍ": وطعاما يَغَصّ به آكله، فلا هو نازل عن حلقه، ولا هو خارج منه...
"وَعَذَابا ألِيما": وعذابا مؤلما موجعا.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{وطعاما ذا غصة وعذابا أليما} فالذي يُغَص به ولا يُقدر على ابتلاعه، ليس بطعام في الحقيقة. وقال: {لهم شراب من حميم} [يونس: 4] فالحميم ليس بشراب في التحقيق، ولكن سمَّى الأول طعاما لأنه يُمضغ مضغ الطعام. والصّديد والحميم يسيلان سيل الشراب، فذكر في الأول طعاما وفي الثاني شرابا لهذا.
ولأن الطعام اسم لما يُطعم، فهو مطعوم، وإن كان كريها، والحميم مشروب، وإن كان في نفسه كريها.
ثم الأصل أن الكفرة بكفرهم تركوا شكر نعم الله تعالى وذكرها، وقابلوها بالكفر، فأبدل الله تعالى لهم في الآخرة مكان كل نَعمة نقمة. ألا ترى إلى قوله تعالى: {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما}؟ [الإسراء: 97] فأبدلهم مكان البصر عمىً ومكان السمع صمما لتركهم شكر ما أنعموا من البصر والسمع واللسان، وأبدلهم مكان اللباس قطرانا ومكان المراكب السَّحب إلى النار على أقدامهم ووجوههم.
فكذلك أبدلهم مكان الطعام والشراب زقّوما وحميما لتركهم نعم الله تعالى.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما أتم ما يقابل تكذيبهم، أتبعه ما يقابل النعمة فقال: {وطعاماً ذا غصة} أي صاحب انتشاب في الحلق كالضريع والزقوم يشتبك فيه فلا يسوغ: لا ينزل ولا يخرج بما كانوا يعانونه من تصفية المآكل والمشارب، وإفراغ الجهد في الظفر بجميع المآرب. ولما خص عم، فقال: {وعذاباً أليماً} أي مؤلما- شديد الإيلام لا يدع لهم عذوبة بشيء من الأشياء أصلاً بما كانوا يصفون به أوقاتهم ويكدرون على من يدعوهم إلى ما ينفعهم بالخلاص من قيود المشاهدات والعروج من حضيض الشهوات إلى أوج الباقيات الصالحات.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.