اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَطَعَامٗا ذَا غُصَّةٖ وَعَذَابًا أَلِيمٗا} (13)

{ وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ } . «الغُصَّةُ » : الشجى ، وهو ما ينشب في الحلق فلا ينساغ ، ويقال : «غَصِصتُ » - بالكسر - فأتت غَاصٌّ وغصَّان ، قال : [ الرمل ]

4930 - لَو بِغيْرِ المَاءِ حَلْقِي شَرِقٌ***كُنْتُ كالغَصَّانِ بالمَاءِ اعتِصَارِي{[58356]}

والمعنى : طعاماً غير سائغ يأخذ بالحلق ، لا هو نازل ، ولا هو خارج وهو كالغسلين ، والزَّقُّوم والضريع . قاله ابن عباس . وعنه أيضاً : أنه شوك يدخل الحلق فلا ينزل ولا يخرج{[58357]} .

وقال الزجاجُ : أي : طعامهم الضريع ، وهو شوك كالعوسج .

وقال مجاهد : هو كالزقوم{[58358]} .

والغصة : الشجى ، وهو ما ينشب في الحلق من عظم ، أو غيره ، وجمعها : غُصَص ، والغَصَصُ - بالفتح - مصدر قولك : " غَصِصْتَ يا رجل تَغُصُّ ، فأنت غاصٌّ بالطعام وغصَّان وأغْصصتُهُ أنا ، والمنزل غاص بالقوم أي ممتلئ بهم " .

ومعنى الآية : أن لدينا في الآخرة ما يضادّ تنعمهم في الدنيا ، وهذه هي الأمور الأربعة : الأنكال ، والجحيم ، والطعام الذي يغص به ، والعذاب الأليم ، والمراد به : سائرُ أنواع العذابِ .


[58356]:تقدم.
[58357]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/289) والحاكم (2/505-506) من طريق شبيب عن عكرمة عن ابن عباس. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ورده الذهبي بقوله: قلت: شبيب ضعفوه. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/446) وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في "صفة النار" وعبد الله في "زوائد الزهد" وابن المنذر والبيهقي في "البعث".
[58358]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/289) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/446) وعزاه إلى عبد بن حميد.