معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (64)

قوله تعالى : { له ما في السموات وما في الأرض } عبيداً وملكاً { وإن الله لهو الغني } عن عباده ، { الحميد } في أفعاله .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (64)

58

والله المالك لما في السماء والأرض ، غني عما في السماء والأرض . وهو يرزق الأحياء بالماء والنبات ، وهو الغني عنهم وعما يرزقون :

( وإن الله لهو الغني الحميد ) .

فما به سبحانه من حاجة إلى من في السماء والأرض ، أو ما في السماء والأرض فهو الغني عن الجميع . . وهو المحمود على آلائه ، المشكور على نعمائه ، المستحق للحمد من الجميع .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (64)

وقوله : { لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } أي : ملكه جميع الأشياء ، وهو غني عما سواه ، وكل شيء فقير إليه ، عبد لديه .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (64)

القول في تأويل قوله تعالى : { لّهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَإِنّ اللّهَ لَهُوَ الْغَنِيّ الْحَمِيدُ } .

يقول تعالى ذكره : له مُلك ما في السموات وما في الأرض من شيء هم عبيده ومماليكه وخلقه ، لا شريك له في ذلك ولا في شيء منه ، وإن الله هو الغنيّ عن كل ما في السموات وما في الأرض من خلقه وهم المحتاجون إليه ، الحميد عند عباده في إفضاله عليهم وأياديه عندهم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (64)

واللام في { له ما في السماوات } لام الملك والمعنى الذي لا حاجة به إلى شيء هكذا هو على الإطلاق .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (64)

الجملة خبر ثان عن اسم الجلالة في قوله : { إن الله لطيف خبير } [ الحج : 63 ] للتنبيه على اختصاصه بالخالقية والملك الحقّ ليعلم من ذلك أنه المختصّ بالمعبودية فيرد زعم المشركين أنّ الأصنام له شركاء في الإلهية وصرف عبادتهم إلى أصنامهم ، والمناسبة هي ذكر إنزال المطر وإنبات العشب فما ذلك إلا بعض ما في السماوات وما في الأرض .

وإنما لم تعطف الجملة على التي قبلها مع اتحادهما في الغرض لأن هذه تتنزّل من الأولى منزلة التذييل بالعموم الشامل لما تضمنته الجملة التي قبلها ، ولأن هذه لا تتضمن تذكيراً بنعمة .

وجملة { إن الله لهو الغني الحميد } عطف على جملة { له ما في السماوات وما في الأرض } . وتقديم المجرور للدلالة على القصر . أي له ذلك لا لغيره من أصنامكم ، إن جعلتَ القصر إضافياً ، أو لعدم الاعتداد بغنى غيره ومحموديته إن جعلت القصر ادعائياً .

ونبه بوصف الغنى على أنه غير مفتقر إلى غيره ، وهو معنى الغِنَى في صفاته تعالى أنه عدم الافتقار بذاته وصفاته لا إلى محلّ ولا إلى مخصّص بالوجود دون العدم والعكس تنبيهاً على أنّ افتقار الأصنام إلى من يصنعها ومن ينقلها من مكان إلى آخر ومن ينفض عنها القتام والقذر دليل على انتفاء الإلهية عنها .

وأما وصف { الحميد } بِمعنى المحمود كثيراً ، فذكره لمزاوجة وصف الغِنى لأن الغني مفيض على الناس فهم يحمدونه .

وفي ضمير الفصل إفادة أنه المختص بوصف الغنى دون الأصنام وبأنه المختص بالمحمودية فإن العرب لم يكونوا يوجّهون الحمد لغير الله تعالى . وأكد الحصرُ بحرف التوكيد وبلام الابتداء تحقيقاً لنسبة القصر إلى المقصور كقول عمرو بن معد يكرب : « إني أنا الموت » . وهذا التأكيد لتنزيل تحققهم اختصاصه بالغنى أو المحمودية منزلة الشك أو الإنكار لأنهم لم يجروا على موجِب علمهم حين عبدوا غيره وإنما يعبد من وصفه الغنى .