اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (64)

{ لَّهُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض } عبيداً وملكاً ، وهو غني عن كل شيء لأنه كامل لذاته ، ولكنه لما خلق{[31789]} الحيوان فلا بد في الحكمة من مطر ونبات فخلق هذه الأشياء رحمة للحيوانات وإنعاماً عليهم لا لحاجة به{[31790]} إلى ذلك ، وإذا كان كذلك كان إنعامه خالياً عن غرض عائد إليه ، فكان مستحقاً للحمد ، فكأنه قال : إنه لكونه غنياً لم يفعل ما فعله إلا للإحسان ، ومن كان كذلك كان مستحقاً للحمد فوجب أن يكون حميداً ، فلهذا قال : { وَإِنَّ الله لَهُوَ الغني الحميد }{[31791]} .


[31789]:من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 23/63.
[31790]:في ب: بهم. وهو تحريف.
[31791]:آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي 23/63.