ولما اقتضى ذلك أنهى التصرف ، لأنه لا بد بعد اختلاط الماء بالتراب من أمور ينشأ عنها النبات ، على تلك الهيئات الغريبة المختلفة ، فأوجب ذلك أن يكون هو المالك المطلق ، قال : { له ما في السماوات } أي التي أنزل منها الماء ، ولما كان السباق لإثبات البعث والانفراد بالملك والدلالة على ذلك ، اقتضى الحال التأكيد بإعادة الموصول فقال : { وما في الأرض } أي التي استقر فيها ، وذلك يقتضي ملك السماوات والأرضين ، فإن كل واحدة منها في التي فوقها حتى ينتهي الأمر إلى عرشه سبحانه الذي لا يجوز أصلاً أن يكون لغيره .
ولما كان من المألوف عندنا أن المالك فقير إلى ما في يده ؛ مذموم على إمساكه بالتقتير ، وعلى بذله بالتبذير ، بين أنه بخلاف ذلك فقال : { وإن الله } أي الذي له الإحاطة التامة { لهو } أي وحده { الغني } أي عنهما وعما فيهما ، ما خلق شيئاً منهما أو فيهما لحاجة له إليه بل لحاجتكم أنتم إليه { الحميد* } في كل ما يعطيه أو يمنعه ، لما في ذلك من الحكم الخفية والجلية ؛
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.