معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لَوۡ نَشَآءُ جَعَلۡنَٰهُ أُجَاجٗا فَلَوۡلَا تَشۡكُرُونَ} (70)

قوله تعالى : { أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا } قال ابن عباس : شديد الملوحة ، قال الحسن : مراً .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَوۡ نَشَآءُ جَعَلۡنَٰهُ أُجَاجٗا فَلَوۡلَا تَشۡكُرُونَ} (70)

57

( لو نشاء جعلناه أجاجا ) . مالحا لا يستساغ ، ولا ينشئ حياة . فهلا يشكرون فضل الله الذي أجرى مشيئته بما كان ?

والمخاطبون ابتداء بهذا القرآن كان الماء النازل من السحائب ، في صورته المباشرة ، مادة حياتهم ، وموضع احتفالهم ، والحديث الذي يهز نفوسهم ، وقد خلدته قصائدهم وأشعارهم . . ولم تنقص قيمة الماء بتقدم الإنسان الحضاري ، بل لعلها تضاعفت . والذين يشتغلون بالعلم ويحاولون تفسير نشأة الماء الأولى أشد شعورا بقيمة هذا الحدث من سواهم . فهو مادة اهتمام للبدائي في الصحراء ، وللعالم المشتغل بالأبحاث سواء .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لَوۡ نَشَآءُ جَعَلۡنَٰهُ أُجَاجٗا فَلَوۡلَا تَشۡكُرُونَ} (70)

{ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا } أي : زُعاقًا مُرًّا لا يصلح لشرب ولا زرع ، { فَلَوْلا تَشْكُرُونَ } أي : فهلا تشكرون نعمة الله عليكم في إنزاله المطر عليكم عذبًا زلالا ! { لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ . يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [ النحل : 10 ، 11 ] .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عثمان بن سعيد بن مرة ، حدثنا فُضَيل بن مرزوق ، عن جابر ، عن أبي جعفر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه إذا شرب الماء قال : " الحمد لله الذي سقانا عذبًا فراتًا برحمته ، ولم يجعله ملحًا أجاجًا بذنوبنا " {[28137]} .


[28137]:- (3) وهذا مرسل وعزاه الهندي في كنز العمال (7/111) إلى أبي نعيم في الحلية.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لَوۡ نَشَآءُ جَعَلۡنَٰهُ أُجَاجٗا فَلَوۡلَا تَشۡكُرُونَ} (70)

وقوله : لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجا يقول تعالى ذكره : لو نشاء جعلنا ذلك الماء الذي أنزلناه لكم من المزن مِلحا ، وهو الأجاج ، والأجاج من الماء : ما اشتدّت ملوحته ، يقول : لو نشاء فعلنا ذلك به فلم تنتفعوا به في شرب ولا غرس . ولا غرس ولا زرع .

وقوله : فَلَوْلا تَشْكُرُونَ يقول تعالى ذكره : فهلا تشكرون ربكم على إعطائه ما أعطاكم من الماء العذب لشربكم ومنافعكم ، وصلاح معايشكم ، وتركه أن يجعله أُجاجا لا تنتفعون به .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{لَوۡ نَشَآءُ جَعَلۡنَٰهُ أُجَاجٗا فَلَوۡلَا تَشۡكُرُونَ} (70)

لو نشاء جعلناه أجاجا ملحا أو من الأجيج فإنه يحرق الفم وحذف اللام الفاصلة بين جواب ما يتمحض للشرط وما يتضمن معناه لعلم السامع بمكانها أو الاكتفاء بسبق ذكرها أو يختص ما يقصد لذاته ويكون أهم وفقده أصعب بمزيد التأكيد فلولا تشكرون أمثال هذه النعم الضرورية .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لَوۡ نَشَآءُ جَعَلۡنَٰهُ أُجَاجٗا فَلَوۡلَا تَشۡكُرُونَ} (70)

والأجاج : أشد المياه ملوحة ، وهو ماء البحر الأخضر .