غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لَوۡ نَشَآءُ جَعَلۡنَٰهُ أُجَاجٗا فَلَوۡلَا تَشۡكُرُونَ} (70)

1

والأجاج الماء الملح اكتفى باللام الأولى في جواب " لو " عن إشاعة الثانية وهي ثابتة في المعنى لأن " لو " شرطية غير واضحة ليس إلا أن الثاني امتنع لامتناع الأول وهذا أمر وهمي فاحتيج في الربط إلى اللام التوكيدي . ويمكن أن يقال : إن المطعوم مقدم على أمر المشروب والوعيد بفقده أشد وأصعب فلهذا خصت آية المطعوم باللام المفيدة للتأكيد . وإنما ختم الآية بقوله { فلولا تشكرون } لأنه وصف الماء بقوله { الذي تشربون } ولم يصف المطعوم بالأكل أو لأنه قال { أأنتم أنزلتموه من المزن } وهذا لا عمل للآدمي فيه أصلاً بخلاف الحرث أو لأن الشرب من تمام الأكل فيعود الشكر إلى النعمتين جميعاً .

/خ95