محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{لَوۡ نَشَآءُ جَعَلۡنَٰهُ أُجَاجٗا فَلَوۡلَا تَشۡكُرُونَ} (70)

{ لو نشاء جعلناه أجاجا } أي ملحا لا يصلح لشراب ولا زرع { فلولا تشكرون } أي نعمة الله عليكم في جعله عذبا فراتا ، لشربكم وزرعكم وصلاح معايشكم ومنافعكم .

لطيفة : قال الإمام ابن الأثير في ( المثل السائر ) في النوع الحادي عشر من المقالة الثانية ، في بحث ورود لام التوكيد في الكلام ، وأنها لا تجيء إلا لضرب من المبالغة في سر مجيء اللام في قوله تعالى { لجعلناه حطاما } دون قوله { جعلناه أجاجا } ما مثاله : أدخلت اللام في آية المطعوم ، دون آية المشروب وإنما جاءت كذلك لأن جعل الماء العذب ملحا ، أسهل إمكانا في العرف والعادة ، والموجود من الماء الملح أكثر من الماء العذب وكثيرا ما إذا جرت المياه العذبة على الأراضي المتغيرة التربة ، أحالتها إلى الملوحة فلم يحتج في جعل الماء العذب حطاما من الأشياء الخارجة عن المعتاد وإذا وقع فلا يكون إلا عن سخط من الله شديد فلذلك قرن بلام التأكيد زيادة في تحقيق أمره وتقرير إيجاده انتهى .