معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{خُلِقَ مِن مَّآءٖ دَافِقٖ} (6)

ثم بين فقال :{ خلق من ماء دافق } مدفوق أي مصبوب في الرحم ، وهي المني ، فاعل بمعنى مفعول كقوله : { عيشة راضية }( الحاقة- 21 ) والدفق : الصب ، وأراد ماء الرجل وماء المرأة ، لأن الولد مخلوق منهما ، وجعله واحداً لامتزاجهما .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{خُلِقَ مِن مَّآءٖ دَافِقٖ} (6)

إنه خلق من ماء دافق

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{خُلِقَ مِن مَّآءٖ دَافِقٖ} (6)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم فسر الماء الدافق، فقال: خلق من ماء الرجل، والمرأة والتصق بعضه على بعض فخلق منه...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

فلينظر الإنسان المكذّب بالبعث بعد الممات، المُنكر قُدرة الله على إحيائه بعد مماته،" مِمّ خُلِقَ "يقول: من أيّ شيء خلقه ربه؟ ثم أخبر جلّ ثناؤه عما خلقه منه، فقال: "خُلِقَ مِنْ ماءٍ دَافِقٍ" يعني: من ماء مدفوق، وهو مما أخرجته العرب بلفظ فاعل، وهو بمعنى المفعول...

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

... والدفق: الصب، تقول العرب للموج إذا علا وانحط: تدفق واندفق وأراد من مائين: ماء الرجل وماء المرأة؛ لأن الولد مخلوق منهما، ولكنه جعله ماء واحداً لامتزاجهما...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

فالدفق هو صب الماء الكثير باعتماد قوي، ومثله الدفع، فالماء الذي يكون منه الولد يكون دفقا وهي النطفة التي يخلق الله منها الولد إنسانا أو غيره،...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

ثم بادر اللفظ إلى الجواب اقتضاباً وإسراعاً إلى إقامة الحجة، إذ لا جواب لأحد إلا هذا...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{خلق} أي الإنسان على أيسر وجه وأسهله بعد خلق أبيه آدم عليه الصلاة والسلام من تراب، وأمه حواء عليها السلام من ضلعه {من ماء دافق} أي هو -لقوة دفق الطبيعة له- كأنه يدفق بنفسه فهو إسناد مجازي، والدفق لصاحبه...

ولم يقل: ماءين -إشارة إلى أنهما يجتمعان في الرحم و يمتزجان أشد امتزاج بحيث يصيران ماءً واحداً...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

ومعنى {دافق} خارج بقوة وسرعة...

ففسر دافق: بذي دَفْق...

الشعراوي – 1419هـ:

{من ماء دافق} أسندت دفقاً للماء، مما يدل على أنه غير مدفوق بإرادة الإنسان؛ لأن هذه العملية لو لاحظها الإنسان، يجد أنه يُغلب على هذه المسألة، بحيث أنه لا خيار له في تدفق هذا الماء منه، فكأن الدفق خاصية موجودة في الماء ذاته، وينزل بالشدة والقوة، بحيث لو أراد الإنسان أن يمنعه ما استطاع، ولذلك لم يقل: «من ماء مدفوق»، لكي لا يكون الفعل للغير، بل دافق، فيحن ينضج الرجل، ويصل إلى القمة الجنسية، يغلبه ذلك الماء، بحيث لا يستطيع مطلقاً أن يمنعه.

فنسبة التدفق إلى الماء ينبهك إلى أنه خرج رغم إرادة ذلك الإنسان، هو فقط له أن يمنع الوسائل التي تؤدي إليه، لكنه إذا ترك تلك الوسائل فلا قدرة له عليه أبداً.

وقول الحق سبحانه وتعالى: {من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب} أوهم كثيراً من الباحثين أن ماء الرجل الذي نسميه نطفة من مني يمنى، وماء المرأة يظنون أنه الماء الذي يأتي عقب العملية الجنسية، نقول لهم: لا، بل إن ماء المرأة في العملية الجنسية لا دخل له في تكوين الإنسان، فإن المرأة تفرز البويضة سواء تعرضت لعملية جنسية أم لم تتعرض لها، والبويضة لها وقت توجد فيه، فإن صادفت وجود ماء الرجل تم التخصيب بإذن الله سبحانه وتعالى وتنتهي المسألة.

إذن فالمراد بكلمة:"ماء دافق"، هو ذلك الماء الذي ينزل في العملية الجنسية من الرجل، ولكنه بالنسبة للمرأة ليس بالماء الذي يأتي في العملية الجنسية، بل هو البويضة نفسها، سواء تعرضت لعملية جنسية أو لم تتعرض.