فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{خُلِقَ مِن مَّآءٖ دَافِقٖ} (6)

ثم بيّن سبحانه ذلك فقال : { خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ } والجملة مستأنفة جواب سؤال مقدّر ، والماء : هو المنيّ ، والدفق : الصبّ ، يقال دفقت الماء : أي صببته ، يقال ماء دافق : أي مدفوق ، مثل : { عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [ القارعة : 7 ] : أي مرضية . قال الفرّاء والأخفش : { ماء دافق } : أي مصبوب في الرحم . قال الفرّاء : وأهل الحجاز يجعلون الفاعل بمعنى المفعول في كثير من كلامهم كقولهم : سرّ كاتم : أي مكتوم ، وهمّ ناصب : أي منصوب ، وليل نائم ونحو ذلك . قال الزجاج : من ماء ذي اندفاق ، يقال دارع وقايس ونابل : أي ذو درع وقوس ونبل ، وأراد سبحانه ماء الرجل والمرأة ، لأن الإنسان مخلوق منهما ، لكن جعلهما ماء واحداً لامتزاجهما .

/خ17