قوله : { مِن مَّآءٍ دَافِقٍ } . فاعل بمعنى مفعول [ كعكسه في قولهم : سيل مفعم ]{[59813]} ، كقوله تعالى : { حِجَاباً مَّسْتُوراً } [ الإسراء : 45 ] على وجه .
وقيل : «دافِق » على النسب ، أي : ذو دفق أو اندفاقٍ .
وقال ابنُ عطية{[59814]} : يصح أن يكون الماء دافقاً ؛ لأن بعضه يدفق بعضاً ، أي : يدفقه ، فمنه دافق ، ومنه مدفوق انتهى .
والدَّفقُ : الصَّبُّ ، ففعله متعدٍّ .
وقرأ زيد{[59815]} بن علي : «مَدْفُوقٍ » وكأنَّه فسر المعنى .
قال القرطبيُّ{[59816]} : الصبُّ : دفقُ الماء ، دفقت الماء ، أدفقُه دفقاً ، أي : صببته فهو ماء دافق ، أي : مدفوق ، كما قالوا : سرٌّ كاتم ، أي : مكتوم ؛ لأنه من قولك : دُفق الماء على ما لم يسم فاعله ، ولا يقال : دَفق الماء ، ويقال : دفق الله روحه : إذا دعى عليه بالموت .
قال الفرَّاء والأخفش : «ماءٍ دافقٍ » : أي مصبوب في الرَّحمِ .
وقال الزجاج : «مِن ماءٍ ذي انْدفاقٍ » ، يقال : دَارع ، وفَارِس ، ونَابِل ، أي ذو فَرسٍ ودِرعٍ ونَبلٍ ، وهذا مذهب سيبويه .
والدَّافق : هو المندفق بشدة قوته ، وأراد ماءين : ماء الرجل وماء المرأة ؛ لأن الإنسان مخلوق منهما ، لكن جعلهما ماءً واحداً لامتزاجهما .
وقال ابن عباس : «دافق » لزج{[59817]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.