البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{خُلِقَ مِن مَّآءٖ دَافِقٖ} (6)

دفق الماء يدفقه دفقاً : صبه ، وماء دافق على النسب ، ويقال : دفق الله روحه ، إذا دعا عليه بالموت .

وجواب الاستفهام ما بعده وهو : { خلق من ماء دافق } ، وهو مني الرجل والمرأة لما امتزجا في الرحم واتحدا عبر عنهما بماء ، وهو مفرد ، ودافق قيل : هو بمعنى مدفوق ، وهي قراءة زيد بن عليّ .

وعند الخليل وسيبويه : هو على النسب ، كلابن وتامر ، أي ذي دفق .

وعن ابن عباس : بمعنى دافق لزج ، وكأنه أطلق عليه وصفه لا أنه موضوع في اللغة لذلك ، والدفق : الصب ، فعله متعد .

وقال ابن عطية : والدفق : دفع الماء بعضه ببعض ، تدفق الوادي والسيل إذا جاء يركب بعضه بعضاً .

ويصح أن يكون الماء دافقاً ، لأن بعضه يدفع بعضاً ، فمنه دافق ومنه مدفوق ، انتهى .

وركب قوله هذا على تدفق ، وتدفق لازم دفقته فتدفق ، نحو : كسرته فتكسر ، ودفق ليس في اللغة معناه ما فسر من قوله : والدفق دفع الماء بعضه ببعض ، بل المحفوظ أنه الصب .