السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{خُلِقَ مِن مَّآءٖ دَافِقٖ} (6)

{ خلق } أي : الإنسان على أيسر وجه وأسهله بعد خلق أبيه آدم عليه السلام من تراب وأمّه حوّاء رضي الله تعالى عنها من ضلعه . { من ماء دافق } أي : مدفوق ، فاعل بمعنى مفعول كقوله تعالى : { عيشة راضية } [ الحاقة : 21 ] أو دافق على النسب ، أي : ذي دفق أو اندفاق . وقال ابن عطية : يصح أن يكون الماء دافقاً ؛ لأنّ بعضه يدفق بعضاً أي : يدفعه فمنه دافق ومنه مدفوق ، والدفق الصب أي : مصبوب في الرحم ، ولم يقل تعالى من ماءين فإنه من ماء الرجل وماء المرأة ، لأنّ الولد مخلوق منهما لامتزاجهما في الرحم فصارا كالماء الواحد ، واتحادهما حين ابتدئ في خلقه .