نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{خُلِقَ مِن مَّآءٖ دَافِقٖ} (6)

ولما نبه بالاستفهام على أن هذا أمر مهم جداً ينبغي لكل أحد أن يترك جميع مهماته ويتفرغ للنظر فيه فإنه يكسبه السعادة الأبدية الدائمة{[72671]} ، وكان الإنسان - مع كونه ضعيفاً عاجزاً - لا ينفك عن شاغل ومفتر ، فلا يكاد يصح له نظر ، تولى سبحانه وتعالى شرح ذلك عنه فأجاب الاستفهام بقوله : { خلق } أي{[72672]} الإنسان على أيسر وجه وأسهله بعد خلق أبيه آدم عليه الصلاة والسلام من تراب ، وأمه حواء عليها السلام من ضلعه{[72673]} { من ماء دافق * } أي هو{[72674]} - لقوة دفق الطبيعة له - كأنه يدفق بنفسه{[72675]} فهو إسناد مجازي ، والدفق لصاحبه ، أو هو مثل " لابن " أي ذي دفق ، والدفق صب فيه دفع ، ولم يقل : ماءين{[72676]} - إشارة إلى أنهما يجتمعان في الرحم و{[72677]} يمتزجان أشد امتزاج بحيث يصيران ماءً{[72678]} واحداً .


[72671]:سقط من ظ و م.
[72672]:سقط من م.
[72673]:من ظ، وفي الأصل و م: ضلع.
[72674]:زيد في الأصل: دافق، ولم تكن لزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72675]:من م، وفي الأصل و ظ: لنفسه.
[72676]:زيد في الأصل و ظ: فيه، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72677]:زيد من م.
[72678]:سقط من ظ و م.