معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (19)

ويقال لهم قوله تعالى : { كلوا واشربوا هنيئا } مأمونو العاقبة من التخمة والسقم . { بما كنتم تعملون* }

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (19)

{ كُلُوا وَاشْرَبُوا } أي : مما تشتهيه أنفسكم ، من [ أصناف ] المآكل والمشارب اللذيذة ، { هَنِيئًا } أي : متهنئين بتلك المآكل والمشارب{[875]}  على وجه الفرح والسرور والبهجة والحبور . { بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } أي : نلتم ما نلتم بسبب أعمالكم الحسنة ، وأقوالكم المستحسنة .


[875]:- في ب: متهنئين بذلك على وجه.
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (19)

{ كلوا واشربوا هنيئا } أي أكلا وشرابا { هنيئا } ، أو طعاما وشرابا { هنيئا } وهو الذي لا تنغيص فيه . { بما كنتم تعملون } بسببه أو بدله ، وقيل الباء زائدة و " ما " فاعل { هنيئا } ، والمعنى هنأكم ما كنتم تعملون أي جزاؤه .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (19)

جملة { كلوا واشربوا } إلى آخرها مقول قول محذوف في موضع الحال أيضاً ، تقديره : يقال لهم ، أو مقولاً لهم . وهذا القول مقابل ما يقال للمكذبين { اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون } [ الطور : 16 ] .

وحذف مفعول { كلوا واشربوا } لإِفادة النعيم ، أي كلوا كل ما يؤكل واشربوا كلّ ما يشرب ، وهو عموم عرفي ، أي مما تشتهون .

و { هنيئاً } اسم على وزن فعيل بمعنى مفعول وقع وصفاً لمصدرين لفعلي { كلوا واشربوا } ، أكلاً وشرباً ، فلذلك لم يؤنث الوصف لأن فعيلاً إذا كان بمعنى مفعول يلزم الإِفراد والتذكير . وتقدم في سورة النساء لأنه سالم مما يكدر الطعام والشراب .

و ( ما ) موصولة ، والباء سببية ، أي بسبب العمل الذي كنتم تعملونه وهو العمل الصالح الذي يومىء إليه قوله : { المتقين } وفي هذا القول زيادة كرامة لهم بإظهار أن ما أوتوه من الكرامة عوض عن أعمالهم كما آذنت به باء السببية وهو نحو قول من يسدي نعمة إلى المنعم عليه : لا فضل لي عليك وإنما هو مالك ، أو نحو ذلك .