الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (19)

أخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال : قال ابن عباس في قول الله لأهل الجنة { كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون } قوله هنيئاً أي لا تموتون فيها ، فعندها قالوا { أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين } [ الصافات : 58-59 ] .

أخرج ابن مردويه عن أبي أمامة قال : «سئل النبي صلى الله عليه وسلم ، هل تزاور أهل الجنة ؟ قال : أي والذي بعثني بالحق إنهم ليتزاورون على النوق الدمك عليها حشايا الديباج يزور الأعلون الأسفلين ، ولا يزور الأسفلون الأعلين ، قال : هم درجات ، قال : وإنهم ليضعون مرافقهم فيتكئون ويأكلون ويشربون ويتنعمون ويتنازعون فيها كأساً لا لغو فيها ولا تأثيم لا يصدّعون عنها ولا ينزفون مقدار سبعين خريفاً ، ما يرفع أحدهم مرفقه من اتكاءه ، قال : يا رسول الله هل ينكحون ؟ قال : أي والذي بعثني بالحق دحاماً دحاماً وأشار بيده ، ولكن لا مني ولا منية ولا يمتخطون فيها ولا يتغوّطون رجيعهم رشح كحبوب المسك مجامرهم الالوة ، وأمشاطهم الذهب والفضة ، آنيتهم من الذهب والفضة يسبحون الله بكرة وعشياً قلوبهم على قلب رجل واحد ، لا غل بينهم ولا تباغض يسبحون الله تعالى بكرة وعشياً .