قوله : { كُلُواْ } : على إضمارِ القولِ كقوله : " هذه النار " وشَتَّان ما بين القَوْلين .
قوله : { هَنِيئَاً } قد تقدَّم القولُ فيه وفي " مريئاً " مُشْبَعاً في النساء . وقال الزمخشري هنا : " يُقال لهم : كُلوا واشربوا أَكْلاً وشُرْباً هنيئاً ، أو طعاماً وشَراباً هَنيئاً ، وهو الذي لا تَنْغيصَ فيه . ويجوز أَنْ يكونَ مثلُه في قوله :
هَنِيئاً مَرِيئاً غيرَ داءٍ مُخامِرٍ *** لِعَزَّةَ من أعراضِنا ما اسْتَحلَّتِ
أعني صفةً اسْتُعْمِلَتْ استعمالَ المصدرِ القائم مقامَ الفعلِ مرتفعاً به " ما استحلَّت " كما يرتفع بالفعلِ كأنه قيل : هَنَأ عَزَّةَ المُسْتَحَلُّ من أعراضنا ، وكذلك معنى " هنيئاً " هنا : هَنَأَكم الأكلُ والشربُ ، أو هَنَأَكم ما كنتم تعملون ، أي : جزاءُ ما كنتم تعملون ، والباء مزيدةٌ كما في { وَكَفَى بِاللَّهِ } [ النساء : 45 ] والباءُ متعلقةٌ ب " كلوا واشربوا " إذا جَعَلْتَ الفاعلَ الأكلَ والشربَ " . قلت : وهذا مِنْ محاسنِ كلامِه .
قال الشيخ : " أمَّا تجويزُه زيادةَ الباءِ فليسَتْ بمقيسةٍ في الفاعل إلاَّ في فاعلِ كفى على خلافٍ فيها ، فتجويزُها هنا لا يَسُوغُ . وأمَّا قولُه : إنها تتعلَّقُ ب " كُلوا واشربوا " فلا يَصِحُّ إلاَّ على الإِعمال فهي تتعلَّقُ بأحدهما " . انتى وهذا قريبٌ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.