{ 1 - 5 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ }
أي : إذا انشقت السماء وانفطرت ، وانتثرت{[1369]} نجومها ، وزال جمالها ، وفجرت البحار فصارت بحرا واحدا ، وبعثرت القبور بأن أخرجت{[1370]} ما فيها من الأموات ، وحشروا للموقف بين يدي الله للجزاء على الأعمال . فحينئذ ينكشف الغطاء ، ويزول ما كان خفيا ، وتعلم كل نفس ما معها من الأرباح والخسران ، هنالك يعض الظالم على يديه إذا رأى أعماله باطلة ، وميزانه قد خف ، والمظالم قد تداعت إليه ، والسيئات قد حضرت لديه ، وأيقن بالشقاء الأبدي والعذاب السرمدي{[1371]} .
و [ هنالك ] يفوز المتقون المقدمون لصالح الأعمال بالفوز العظيم ، والنعيم المقيم والسلامة من عذاب الجحيم .
قال النسائي : أخبرنا محمد بن قدامة ، حدثنا جرير عن الأعمش ، عن محارب بن دثَار ، عن جابر قال : قام معاذ فصلى العشاء الآخرة فطوّل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أفتان يا معاذ ؟ ! [ أفتان يا معاذ ؟ ! ]{[1]} أين كنت عن سبح اسم ربك الأعلى ، والضحى ، وإذا السماء انفطرت ؟ ! " {[2]} .
وأصل الحديث مخرج في الصحيحين{[3]} ولكن ذُكَر " إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ " في{[4]} أفراد النسائي . وتقدم من رواية عبد الله بن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من سَرَّه أن يَنْظُرَ إلى القيامة رأي عين فليقرأ : " إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ " و " إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ " و " إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ " " {[5]} .
يقول تعالى : { إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ } أي : انشقت . كما قال : { السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِه } [ الزمر : 18 ] .
القول في تأويل قوله تعالى : { إِذَا السّمَآءُ انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مّا قَدّمَتْ وَأَخّرَتْ } .
يقول تعالى ذكره : إذَا السّماءُ انْفَطَرَتْ : انشقّت ، وإذا كواكبها انتثرت منها فتساقطت ، وَإذَا الْبِحارُ فُجّرَتْ يقول : فجّر الله بعضها في بعض ، فملأ جميعها . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل على اختلاف منهم في بعض ذلك . ذكر من قال ذلك :
حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله : وَإذَا الْبِحارُ فُجّرَتْ يقول : بعضها في بعض .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وَإذَا الْبِحارُ فُجّرَتْ فُجر عذبها في مالحها ، ومالحها في عذبها .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن وَإذَا الْبِحارُ فُجّرَتْ قال : فجّر بعضها في بعض ، فذهب ماؤها . وقال الكلبي : ملئت .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
النكت و العيون للماوردي 450 هـ :
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :
عن جابر قال: قام معاذ فصلى العشاء الآخرة فطوّل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أفتان يا معاذ؟! [أفتان يا معاذ؟!] أين كنت عن سبح اسم ربك الأعلى، والضحى، وإذا السماء انفطرت؟!". وأصل الحديث مخرج في الصحيحين ولكن ذُكَر " إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ " في أفراد النسائي. وتقدم من رواية عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من سَرَّه أن يَنْظُرَ إلى القيامة رأي عين فليقرأ: " إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ " و " إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ " و " إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ""...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
التحذير من الانهماك في الأعمال السيئة اغترارا بإحسان الرب وكرمه ونسيانا ليوم الدين الذي يحاسب فيه على النقير والقطمير، ولا تغني فيه نفس عن نفس شيئا، واسمها الانفطار أدل ما فيها على ذلك...
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :
وتسمى سورة انفطرت وسورة المنفطرة...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
تتحدث هذه السورة القصيرة عن الانقلاب الكوني الذي تتحدث عنه سورة التكوير. ولكنها تتخذ لها شخصية أخرى، وسمتا خاصا بها، وتتجه إلى مجالات خاصة بها تطوف بالقلب البشري فيها؛ وإلى لمسات وإيقاعات من لون جديد. هادئ عميق. لمسات كأنها عتاب. وإن كان في طياته وعيد! ومن ثم فإنها تختصر في مشاهد الانقلاب، فلا تكون هي طابع السورة الغالب -كما هو الشأن في سورة التكوير- لأن جو العتاب أهدأ، وإيقاع العتاب أبطأ.. وكذلك إيقاع السورة الموسيقي. فهو يحمل هذا الطابع. فيتم التناسق في شخصية السورة والتوافق! إنها تتحدث في المقطع الأول عن انفطار السماء وانتثار الكواكب، وتفجير البحار وبعثرة القبور كحالات مصاحبة لعلم كل نفس بما قدمت وأخرت، في ذلك اليوم الخطير.. وفي المقطع الثاني تبدأ لمسة العتاب المبطنة بالوعيد، لهذا الإنسان الذي يتلقى من ربه فيوض النعمة في ذاته وخلقته، ولكنه لا يعرف للنعمة حقها...وفي المقطع الثالث يقرر علة هذا الجحود والإنكار. فهي التكذيب بالدين -أي بالحساب...
فأما المقطع الأخير فيصور ضخامة يوم الحساب وهوله، وتجرد النفوس من كل حول فيه، وتفرد الله سبحانه بأمره الجليل...
فالسورة في مجموعها حلقة في سلسلة الإيقاعات والطرقات التي يتولاها هذا الجزء كله بشتى الطرق والأساليب...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
سميت هذه السورة سورة الانفطار في المصاحف ومعظم التفاسير...
وسميت في بعض التفاسير سورة إذا السماء انفطرت، وبهذا الاسم عنونها البخاري في كتاب التفسير من صحيحه. ولم يعدها صاحب الإتقان مع السور ذات أكثر من اسم وهو الانفطار. ووجه التسمية وقوع جملة {إذا السماء انفطرت} في أولها فعرفت بها. وسميت في قليل من التفاسير سورة انفطرت، وقيل تسمى سورة المنفطرة أي السماء المنفطرة...
واشتملت هذه السورة على: إثبات البعث، وذكر أهوال تتقدمه. وإيقاظ المشركين للنظر في الأمور التي صرفتهم عن الاعتراف بتوحيد الله تعالى وعن النظر في دلائل وقوع البعث والجزاء. والإعلام بأن الأعمال محصاة. وبيان جزاء الأعمال خيرها وشرها. وإنذار الناس بأن لا يحسبوا شيئا ينجيهم من جزاء الله إياهم على سيء أعمالهم...
التفسير الحديث لدروزة 1404 هـ :
في السورة إنذار بالبعث وهوله ومشاهده. وتنديد بالمكذبين الذين يقفون من الله موقف الكفر والنكران مع عظيم نعمه عليهم في حسن الخلق ومواهب العقل. وبيان خطورته ومصير الأبرار والفجار فيه ومسؤولية كل عن عمله...
نحن الآن مع سورة الانفطار، تلك السورة القصيرة التي تتحدث عن الانقلاب الكوني الذي قد تحدثت عنه سورة التكوير، ولكنها تتخذ لها شخصية أخرى، وسمتاً خاصّاً بها، وتتجه إلى مجالات خاصة بها تطوّف بالقلب البشري فيها؛ وإلى لمسات وإيقاعات من لون جديد.. هادئ.. عميق.. لمسات كأنها عتاب، وإن كان في طياته وعيد.
ومن ثم فإنها تختصر في مشاهد الانقلاب، فلا تكون هي طابع السورة الغالب كما هو الشأن في سورة التكوير؛ لأن جو العتاب أهدأ، وإيقاع العتاب أبطأ، وكذلك إيقاع السورة يحمل هذا الطابع أيضاً، فيتم التناسق والتوافق في شخصية السورة.
إنها تتحدث في المقطع الأول عن انفطار السماء وانتثار الكواكب، وتفجير البحار وبعثرة القبور.. كحالات مصاحبة لعلم كل نفس بما قدمت وأخرت، في ذلك اليوم الخطير.
وفي المقطع الثاني تبدأ لمسة العتاب المبطنة بالوعيد لهذا الإنسان الذي يتلقى من ربه فيوض النعمة في ذاته وخلقته، ولكنه لا يعرف للنعمة حقها، ولا يعرف لربه قدره، ولا يشكر على الفضل والنعمة والكرامة: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم (6) الذي خلقك فسوّاك فعدلك (7) في أيّ صورة ما شاء ركّبك (8)} [الانفطار].
وفي المقطع الثالث يقرر علة هذا الجحود والإنكار.. وهي التكذيب بالدين.. أي التكذيب بالحساب، وعن هذا التكذيب ينشأ كل سوء وكل جحود، ومن ثم يؤكد ذلك الحساب توكيداً، ويؤكد عاقبته وجزاءه المحتوم: {كلاّ بل تكذّبون بالدين (9) وإنّ عليكم لحافظين (10) كراماً كاتبين (11) يعلمون ما تفعلون (12) إنّ الأبرار لفي نعيم (13) وإنّ الفجّار لفي جحيم (14) يصلونها يوم الدين (15) وما هم عنها بغائبين (16)} [الانفطار].
وأما المقطع الأخير فيصور ضخامة يوم الحساب وهوله، وتجرد النفوس من كل حول فيه، وتفرد الله سبحانه وتعالى بأمره الجليل: {وما أدراك ما يوم الدين (17) ثمّ ما أدراك ما يوم الدين (18) يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً والأمر يومئذٍ لله (19)} [الانفطار].
فالسورة في مجموعها حلقة في سلسلة الإيقاعات والطرقات التي يتولاها هذا الجزء كله بشتى الطرق والأساليب.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
لا تشذ السورة عن سياق سور الجزء الأخير من القرآن الكريم، وتدور حول محور المسائل المتعلقة بيوم القيامة، تتضمّن مجموع آياتها المواضيع التالية:
أشراط الساعة، وهي الحوادث الهائلة التي سيشهدها العالم أواخر لحظات عمره وعند قيام الساعة.
التذكير بالنعم الإلهية الداخلة في كلّ وجود الإنسان، وكسر حالة غرور الإنسان، وتهيئته المعاد.
الإشارة إلى ملائكة تسجيل أعمال الإنسان.
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{إذا السماء انفطرت} يعني انشقت.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره:"إذَا السّماءُ انْفَطَرَتْ": انشقّت، وإذا كواكبها انتثرت منها فتساقطت، "وَإذَا الْبِحارُ فُجّرَتْ "يقول: فجّر الله بعضها في بعض، فملأ جميعها...عن ابن عباس، في قوله: "وَإذَا الْبِحارُ فُجّرَتْ" يقول: بعضها في بعض.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
... ذكر الانفطار ههنا، وهو الشق، وذكر الفتح في موضع آخر، وهو قوله تعالى: {وفتحت السماء فكانت أبوابا} [النبإ: 19] وقوله في موضع آخر: {وإذا السماء فرجت} [المرسلات: 9] [قوله]: {إذا السماء انشقت} [الانشقاق: 1]. فمنهم من ذكر أن شقها وانفطارها أن تفتح أبوابها. ومنهم من حمله على السؤال الذي يعرف من شق الأشياء، وهذا أقرب، لأن الآية في موضع التخويف والتهويل، وليس في فتح أبوابها. وإنما التخويف في انشقاقها بنفسها...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
هذا خطاب من الله تعالى للمكلفين من عباده، وفيه تهديد ووعيد فإنه يقول (إذا السماء انفطرت) يعني انشقت، فالانفطار: انقطاع الشيء من الجهات...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
هذه أوصاف يوم القيامة، و «انفطار السماء»: تشققها على غير نظام مقصود، إنما هو انشقاق لتزول بنيتها...
اعلم أن المراد أنه إذا وقعت هذه الأشياء التي هي أشراط الساعة، فهناك يحصل الحشر والنشر. وفي تفسير هذه الآيات مقامات:
(الأول): في تفسير كل واحد من هذه الأشياء التي هي أشراط الساعة وهي ههنا أربعة، اثنان منها تتعلق بالعلويات، واثنان آخران تتعلق بالسفليات؛
(الأول): قوله: {إذا السماء انفطرت} أي انشقت، وهو كقوله: {ويوم تشقق السماء بالغمام} {إذا السماء انشقت}، {فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان}، {وفتحت السماء فكانت أبوابا} و {السماء منفطر به}...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{إذا السماء} أي على شدة إحكامها واتساقها وانتظامها {انفطرت} أي انشقت شقوقاً أفهم سياق التهويل أنه صار لبابها أطراف كثيرة...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
ويذكر هنا من مظاهر الانقلاب انفطار السماء.. أي انشقاقها. وقد ذكر انشقاق السماء في مواضع أخرى: قال في سورة الرحمن: (فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان).. وقال في سورة الحاقة: (وانشقت السماء. فهي يومئذ واهية).. وقال في سورة الانشقاق: (إذا السماء انشقت...).. فانشقاق السماء حقيقة من حقائق ذلك اليوم العصيب. أما المقصود بانشقاق السماء على وجه التحديد فيصعب القول به، كما يصعب القول عن هيئة الانشقاق التي تكون.. وكل ما يستقر في الحس هو مشهد التغير العنيف في هيئة الكون المنظور، وانتهاء نظامه هذا المعهود، وانفراط عقده، الذي يمسك به في هذا النظام الدقيق...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
الافتتاح ب {إذا} افتتاح مشوِّق لما يرد بعدها من متعلقها الذي هو جواب ما في (إذا) من معنى الشرط كما تقدم في أول سورة إذا الشمس كورت...
.و {إذا} ظرف للمستقبل متضمن معنى الشرط. والمعربون يقولون: خافض لشرطه منصوب بجوابه، وهي عبارة حسنة جامعة. والقول في الجمل التي أضيف إليها {إذا} من كونها جملاً مفتتحة بمسند إليه مخبر عنه بمسند فعلي دون أن يؤتى بالجملة الفعلية ودون تقدير أفعال محذوفة قبل الأسماء، لقصد الاهتمام بالمسند إليه وتقوية الخبر. وكذلك القول في تكرير كلمة (إذا) بعد حروف العطف كالقول في جمل {إذا الشمس كورت} [التكوير: 1]. و {انفطرت}: مطاوع فطر، إذا جعل الشيء مفطوراً، أي مشقوقاً ذا فطور، وتقدم في سورة الملك. وهذا الانفطار: انفراج يقع فيما يسمى بالسماء وهو ما يشبه القبة في نظر الرائي يراه تسير فيه الكواكب في أسْمات مضبوطة تسمى بالأفلاك تشاهد بالليل، ويعرف سمتها في النهار، ومشاهدتها في صورة متماثلة مع تعاقب القرون تدل على تجانس ما هي مصورة منه فإذا اختلّ ذلك وتخللته أجسام أو عناصر غريبة عن أصل نظامه تفككت تلك الطباق ولاح فيها تشقق فكان علامة على انحلال النظام المتعلق بها كله. والظاهر أن هذا الانفطار هو المعبر عنه بالانشقاق أيضاً في سورة الانشقاق وهو حدث يكون قبل يوم البعث وأنه من أشراط الساعة لأنه يحصل عند إفساد النظام الذي أقام الله عليه حركات الكواكب وحركة الأرض وذلك يقتضيه قرنه بانتثار الكواكب وتفجر البحار وتبعثر القبور. وأما الكشط الذي تقدم في سورة التكوير (11) في قوله: {وإذا السماء كشطت} فذلك عرض آخر يعرض للسماوات يوم الحشر...
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
وهذا هو مظهرٌ من مظاهر التغيير الكونيّ الذي يؤذن بقيام القيامة وانتقال الناس إلى عالم جديد، فقد كانت السماء متماسكة منتظمة، بحيث لا يستطيع الإنسان، مهما حدّق طويلاً، أن يكتشف أيّة ثغرة في هذا السقف المرفوع، ولكن السماء، في ذلك اليوم المشهود، تتشقق وتمتلئ بالثغرات، وتفتح فيها الأبواب التي يمكن للداخلين، الذين يؤذن لهم بالدخول، أن ينفذوا منها، فكيف يحدث ذلك؟...لا نملك الوسيلة للحصول على جواب حولها، كما أن معرفته لا تتدرج في إطار المسؤوليات الملقاة على عاتقنا...