اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتۡ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وهي تسع عشرة آية ، وكلماتها ثمانون كلمة ، وثلاثمائة وسبعة وعشرون حرفا .

قوله تعالى : { إِذَا السمآء انفطرت } ، معناه : إذا وقعت هذه الأشياء التي هي أشراط الساعة يحصل الحشر والنشر ، ومعنى «انْفطَرتْ » : انشقت لنزول الملائكة ، كقوله تعالى : { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السمآء بالغمام } [ الفرقان : 25 ] ، { فَإِذَا انشقت السمآء فَكَانَتْ وَرْدَةً كالدهان } [ الرحمن : 37 ] { وَفُتِحَتِ السمآء فَكَانَتْ أَبْوَاباً } [ النبأ : 19 ] ، { السَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ } [ المزمل : 18 ] .

قال الخليل : ولم يأت هذا على الفعل بل هو كقولهم : مُرضِع ، وحَائض ، ولو كان على الفعل لكان «منفطر » .

وقال القرطبيُّ{[59519]} : «تفطرت لهيبة الله تعالى : والفطرُ : الشق ، يقال : فطرته فانفطر ، ومنه : فطر ناب البعير إذا طلع ، فهو بعير فاطر ، وتفطَّر الشيء . تشقَّق ، وسيف فطار ، أي فيه شقوق » . وقد تقدم .


[59519]:الجامع لأحكام القرآن 19/160.