فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتۡ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الانفطار

هي تسع عشرة آية وهي مكية بلا خلاف . وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت { إذا السماء انفطرت } بمكة . وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله . وأخرج النسائي عن جابر قال : «قام معاذ فصلى العشاء فطول ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أفتان أنت يا معاذ ؟ أين أنت عن { سبح اسم ربك الأعلى } والضحى ، { إذا السماء انفطرت } وأصل الحديث في الصحيحين ، ولكن بدون ذكر { إذا السماء انفطرت } » وقد تفرّد بها النسائي ، وقد تقدم في سورة التكوير حديث «من سره أن ينظر إلى يوم القيامة رأي عين فليقرأ { إذا الشمس كورت } ، و{ إذا السماء انفطرت } ، و{ إذا السماء انشقت } » .

قوله : { إِذَا السماء انفطرت } قال الواحدي : قال المفسرون : انفطارها انشقاقها كقوله : { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السماء بالغمام وَنُزّلَ الملائكة تَنزِيلاً } [ الفرقان : 25 ] والفطر : الشق ، يقال : فطرته فانفطر ، ومنه فطر ناب البعير : إذا طلع ، قيل : والمراد أنها انفطرت هنا لنزول الملائكة منها ، وقيل : انفطرت لهيبة الله .