التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي  
{إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتۡ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة الانفطار

مقدمة وتمهيد

1- سورة " الانفطار " من السور المكية الخالصة ، وتسمى –أيضا- سورة " إذا السماء انفطرت " ، وسورة " المنفطرة " أي : السماء المنفطرة .

2- وعدد آياتها : تسع عشرة آية . وهي السورة الثانية والثمانون في ترتيب المصحف ، أما ترتيبها في النزول ، فكان نزولها بعد سورة ( النازعات ) ، وقبل سورة ( الانشقاق ) ، أي أنها السورة الثانية والثمانون –أيضا- في ترتيب النزول .

وقد اشتملت هذه السورة الكريمة على إثبات البعث ، وعلى أهوال يوم القيامة ، وعلى تنبيه الناس إلى وجوب الاستعداد لهذا اليوم الشديد ، وعلى جانب من نعم الله على خلقه ، وعلى بيان حسن عاقبة الأبرار ، وسوء عاقبة الفجار .

قوله - سبحانه - : { إِذَا السمآء انفطرت } بيان لما ستكون عليه السماء عند اقتراب قيام الساعة .

ومعنى : { انفطرت } انشقت ، من الفطر - بفتح الفاء - بمعنى الشق ، كما قال - تعالى - فى أول سورة الانشقاق : { إِذَا السمآء انشقت } يقال : فطرت الشئ فانفطر ، أى : شققته فانشق . أى : إذا السماء تصدعت وتشققت فى الوقت الذى يريده الله - تعالى - لها أن تكون كذلك .