{ فالمدبرات أمراً } قال ابن عباس : هم الملائكة وكلوا بأمور عرفهم الله عز وجل العمل بها . قال عبد الرحمن بن سابط : يدبر الأمور في الدنيا أربعة : جبريل ، وميكائيل ، وملك الموت ، وإسرافيل ، عليهم السلام ، أما جبريل : فموكل بالوحي والبطش وهزم الجيوش ، وأما ميكائيل : فموكل بالمطر والنبات والأرزاق ، وأما ملك الموت : فموكل بقبض الأنفس ، وأما إسرافيل : فهو صاحب الصور لا ينزل إلا للأمر العظيم . وجواب هذه الأقسام محذوف ، على تقدير : لتبعثن ولتحاسبن . وقيل : جوابه قوله : { إن في ذلك لعبرة لمن يخشى }( النازعات-25 ) . وقيل : فيه تقديم وتأخير ، تقديره : { يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة } والنازعات غرقاً .
{ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا } الملائكة ، الذين وكلهم الله أن يدبروا كثيرا من أمور العالم{[1349]} العلوي والسفلي ، من الأمطار ، والنبات ، والأشجار ، والرياح ، والبحار ، والأجنة ، والحيوانات ، والجنة ، والنار [ وغير ذلك ] .
وقوله : { فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا } قال علي ، ومجاهد ، وعطاء ، وأبو صالح ، والحسن ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، والسدي : هي الملائكة - زاد الحسن : تدبر الأمر من السماء إلى الأرض . يعني : بأمر ربها عز وجل . ولم يختلفوا في هذا ، ولم يقطع ابن جرير بالمراد في شيء من ذلك ، إلا أنه حكى في { فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا } أنها الملائكة ، ولا أثبت ولا نفى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.