الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَٱلۡمُدَبِّرَٰتِ أَمۡرٗا} (5)

- ثم قال تعالى : ( فالمدبرات أمرا )

قال ابن عباس وقتادة والحسن ومجاهد {[73407]} : هي الملائكة تدبر الأمر من عند الله بإذن الله وتدبيره {[73408]} .

وعن ابن عباس : أن هذا كله في الملائكة .

وعن الحسن أنه كله في النجوم إلا {[73409]} ( فالمدبرات {[73410]} أمرا ) ، فإنه في الملائكة [ تنزل ] {[73411]} بالحلال والحرام والأمطار وغير ذلك من ألكر [ المحكم ] {[73412]} من عند الله جل ذكره {[73413]} .

وجواب لقسم محذوف ، والتقدير : ورب هذه {[73414]} الأشياء لتبعثن . ودل على ذلك قوله حكاية عن إنكار المشركين للبعث : ( يقولون أإنا لمردودون/ في الحافرة . إذا كنا عظاما نخرة ) {[73415]} .

وقيل الجواب " : ( إن في ذلك لعبرة ) {[73416]} .

وقيل : الجواب : ( يوم ترجف الراجفة ) {[73417]} ، على حذف اللام ، أي : لِيوم {[73418]} ترجف الراجفة {[73419]} .

وقيل المعنى : فإذا هم بالساهرة والنازعات .

والقول الأول أصحها إن شاء الله .


[73407]:- ذكر مجاهد في "أ" بعد ابن عباس.
[73408]:- انظر قول ابن عباس في زاد المسير 9/17 وتفسير القرطبي 19/194 وقول قتادة في جامع البيان 30/31 وقول مجاهد الحسن في تفسير ابن كثير 4/498 وهو قول الفراء في معانيه 3/230 وقول الجمهور في تفسير الماوردي 4/391 وفي تفسير القرطبي 19/194 نقلا عن القشيري أنهم أجمعوا على ذلك.
[73409]:- ث: والا.
[73410]:- أ: في المديرات.
[73411]:- م: تنزيل.
[73412]:- م: الحكيم.
[73413]:- انظر تفسير مجاهد 701 من ذكر هذا القول بسنده عن الحسن بمعناه، وانظر الدر 8/405.
[73414]:- ث: هذا.
[73415]:- النازعات: 10، 11. وانظر هذا القول –في جواب القسم- في معاني الفراء 3/231 والمشكل لابن قتيبة: 224 وهو اختيار النحاس في إعرابه 5/141.
[73416]:- النازعات: 26 وهذا قول مقاتل في تفسير الماوردي 4/392. والأخفش في معانيه 2/728 واستبعده النحاس في إعرابه 5/141.
[73417]:- النازعات: 6.
[73418]:- أ: يوم.
[73419]:- جوزه الأخفش في معانيه 2/728 وحكاه النحاس ثم استبعده في إعرابه 5/141 وضعفه ابن الأنباري في إعرابه 2/492.