معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لِيَجۡزِيَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (51)

قوله تعالى : { ليجزي الله كل نفس ما كسبت } ، من خير وشر ، { إن الله سريع الحساب* } .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لِيَجۡزِيَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (51)

{ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ } من خير وشر بالعدل والقسط الذي لا جور فيه بوجه من الوجوه .

{ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } كقوله تعالى : { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ } ويحتمل أن معناه : سريع المحاسبة فيحاسب الخلق في ساعة واحدة ، كما يرزقهم ويدبرهم بأنواع التدابير في لحظة واحدة لا يشغله شأن عن شأن وليس ذلك بعسير عليه .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لِيَجۡزِيَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (51)

( ليجزي الله كل نفس ما كسبت . إن الله سريع الحساب ) . .

ولقد كسبوا المكر والظلم فجزاؤهم القهر والذل . إن الله سريع الحساب . فالسرعة في الحساب هنا تناسب المكر والتدبير الذي كانوا يحسبونه يحميهم ويخفيهم ، ويعوق انتصار أحد عليهم . فها هو أولاء يجزون ما كسبوا ذلا وألما وسرعة حساب !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لِيَجۡزِيَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (51)

وقوله : { لِيَجْزِيَ اللَّهُ } أي : يوم{[16056]} القيامة ، كما قال : { لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى } [ النجم : 31 ] .

{ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } يحتمل أن يكون كقوله{[16057]} تعالى : { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ } ويحتمل أنه في حال محاسبته{[16058]} لعبده سريع النَّجاز ؛ لأنه يعلم كل شيء ، ولا يخفى عليه خافية ، وإن جميع الخلق{[16059]} بالنسبة إلى قدرته كالواحد منهم ، كقوله تعالى : { مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } [ لقمان : 28 ] ، وهذا معنى قول مجاهد : { سَرِيعُ الْحِسَابِ } [ إحصاء ]{[16060]} .

ويحتمل أن يكون المعنيان مرادين ، والله أعلم .


[16056]:- في ت ، أ : "أي يقسم يوم".
[16057]:- في ت : "قوله".
[16058]:- في ت : "محسباته".
[16059]:- في ت : "الخلائق".
[16060]:- زيادة من ت ، أ.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لِيَجۡزِيَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (51)

لِيَجْزِيَ اللّهُ كُلّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ يقول : فعل الله ذلك بهم جزاء لهم بما كسبوا من الاَثام في الدنيا ، كيما يثيب كلّ نفس بما كسبت من خير وشرّ ، فيَجْزِي المحسن بإحسانه ، والمسيء بإساءته . إنّ اللّهَ سَرِيعُ الحِسابِ يقول : إن الله عالم بعمل كلّ عامل ، فلا يحتاج في إحصاء أعمالهم إلى عقد كفّ ولا معاناة ، وهو سريع حسابه لأعمالهم ، قد أحاط بها علما ، لا يعزب عنه منها شيء ، وهو مجازيهم على جميع ذلك صغيره وكبيره .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لِيَجۡزِيَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (51)

وقوله : { ليجزي } أي لكي يجزي ، واللام متعلقة بفعل مضمر ، تقديره : فعل هذا ، وأنفذ هذا العقاب على المجرمين ليكون في ذلك جزاء المسيء على إساءته . وجاء من لفظة الكسب بما يعم المسيء والمحسن ، لينبه على أن المحسن أيضاً يجازى بإحسانه خيراً .

وقوله : { سريع الحساب } أي فاصله بين خلقه بالإحاطة التي له بدقيق أمرهم وجليلها . لا إله غيره ، وقيل لعلي بن أبي طالب : كيف يحاسب الله العباد في وقت واحد مع كثرتهم ؟ قال : كما يرزقهم في وقت واحد .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{لِيَجۡزِيَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (51)

جملة { إن الله سريع الحساب } مستأنفة ، إما لتحقيق أن ذلك واقع كقوله : { إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع } [ سورة الذاريات : 5 ، 6 ] ، وإما استئناف ابتدائي . وأخرت إلى آخر الكلام لتقديم يوم تبدل الأرض } إذا قُدر معمولاً لها كما ذكرناه آنفاً .