البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{لِيَجۡزِيَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (51)

وليجزي متعلق بمحذوف تقديره : يفعل بالمجرمين ما يفعل ، ليجزي كل نفس أي : مجرمة بما كسبت ، أو كل نفس من مجرمة ومطيعة : لأنه إذا عاقبت المجرمين لإجرامهم علم أنه يثيب المطيعين لطاعتهم ، قاله الزمخشري .

ويظهر أنها تتعلق بقوله : وبرزوا أي : الخلق كلهم ، ويكون كل نفس عاماً أي : مطيعة ومجرمة ، والجملة من قوله : وترى ، معترضة .

وقال ابن عطية : اللام متعلقة بفعل مضمر تقديره : فعل هذا ، أو أنفذ هذا العقاب على المجرمين ليجزي في ذلك المسيء على إساءته انتهى .

والإشارة بهذا إلى ما ذكر به تعالى من قوله : { ولا تحسبن الله غافلاً } إلى قوله : { سريع الحساب } وقيل : الإشارة إلى القرآن ، وقيل : إلى السورة .

ومعنى بلاغ كفاية في الوعظ والتذكير ، ولينذروا به .

قال الماوردي : الواو زائدة ، وعن المبرد : هو عطف مفرد أي : هذا بلاغ وإنذار انتهى .

وهذا تفسير معنى لا تفسير إعراب .