اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لِيَجۡزِيَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (51)

قوله : { لِيَجْزِيَ الله كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ } في هذه الأيام وجهان :

أظهرهما : أنَّها تتعلق ب " بَرَزُوا " وعلى هذا فقوله : " وتَرَى " جملة معترضة بين المتعلق ، والمتعلق به .

والثاني : أنها تتعلق بمحذوف ، أي : فعلنا بالمجرمين ، ذلك ليجزي كل نفس لأنه إذا عاقب المجرم ؛ أثاب الطَّائع .

قال الواحدي{[19412]} : " المرادُ : أنفسُ الكفَّار ؛ لأن ما سبق ذكره لا يليق أن يكون جزاء لأهل الإيمان ، ويمكن إجراء اللفظ على عمومه ، وأنه -تعالى- يجزي كلَّ نفسٍ ما كسبت من عملها اللائق بها ، فيجزي الكفار بهذا العقاب المذكور ، ويجزي المؤمن المطيع الثَّواب وأيضاً ، فالله -تعالى- لما عاقب المجرمين بجرمهم ، فلأن يثيب المطيعين أولى " .

ثم قال تعالى : { إِنَّ الله سَرِيعُ الحساب } أي : لا يظلمهم ، ولا يزيد على عقابهم الذي يستحقونه .


[19412]:سقط من ب.