نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{لِيَجۡزِيَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (51)

ثم بين علة هذه الأفعال في ذلك اليوم ، فقال{[45335]} معبراً بالجزاء والكسب الذي هو{[45336]} محط التكليف وظن النفع ، لاقتضاء سياق القهر لهما : ب { ليجزي الله }{[45337]} أي الذي له الكمال كله { كل نفس } طائعة أو عاصية .

{[45338]} ولما عظم الأمر بإسناد الجزاء إلى الاسم الأعظم الجامع لجميع صفات{[45339]} الكمال ، اقتضى ذلك أن يكون نفس الكسب هو الجزاء ، لأن ذلك أبدع وأدق في الصنع وأبرع{[45340]} بأن يصور بما يحق من الصور المليحة عند إرادة الثواب ، والقبيحة عند إرادة العقاب ، فلذلك أسقط الباء - التي ستذكر في " حم المؤمن{[45341]} " وقال : { ما كسبت } والجزاء : مقابلة العمل بما{[45342]} يقتضيه من خير أو شر ؛ والكسب : فعل ما يستجلب{[45343]} به نفع{[45344]} أو يستدفع به ضر ، ومن جزاء المؤمن عقوبة من عاداه في الله .

ولما كان حساب كل نفس جديراً{[45345]} بأن يستعظم ، قال : { إن الله } أي الذي له{[45346]} الإحاطة المطلقة { سريع الحساب * } أي لا يشغله حساب نفس عن حساب أخرى ولا شأن عن شأن .


[45335]:العبارة من هنا إلى "القهر لهما" ساقطة من م.
[45336]:زيد من مد.
[45337]:زيد في مد: والجزاء: مقابلة العمل بما يقتضيه من خير.
[45338]:العبارة من هنا إلى "حم المؤمن وقال" ساقطة من م.
[45339]:في مد: الصفات.
[45340]:من ظ ومد، وفي الأصل: أبدع.
[45341]:راجع آية 17.
[45342]:في ظ: فيما.
[45343]:من م ومد، وفي الأصل: يستخلب، وفي ظ: ستخلب.
[45344]:زيد من ظ و م ومد.
[45345]:في ظ: جديدا.
[45346]:زيد من ظ و م ومد.