تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَكَيۡفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} (21)

{ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } كان [ والله ] العذاب الأليم ، والنذارة التي ما أبقت لأحد عليه حجة .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَكَيۡفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} (21)

( فكيف كان عذابي ونذر ? ) . .

يكررها بعد عرض المشهد . والمشهد هو الجواب !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَكَيۡفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} (21)

وقوله : تَنْزِعُ النّاسَ كأنّهُمْ أعجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ يقول : تقتلع الناس ثم ترمي بهم على رؤوسهم ، فتندقّ رقابهم ، وتبين من أجسامهم . كما :

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : لما هاجت الريح قام نفر من عاد سبعة شمَاليّا ، منهم ستة من أشدّ عاد وأجسمها ، منهم عمرو بن الحُلَيّ والحارث بن شداد والهلقام وابنا تيقن وخَلَجان بن أسعد ، فأدلجوا العيال في شعب بين جبلين ، ثم اصطفوا على باب الشعب ليردّوا الريح عمن بالشّعب من العِيال ، فجعلت الريح تخفِقُهم رجلاً رجلاً ، فقالت امرأة من عاد :

ذَهَبَ الدّهْرُ بَعَمْرِو بْ *** نِ حُلَيَ والهَنِيّاتِ

ثُمّ بالحارِثِ والهِلْ *** قامِ طَلاّعِ الثّنِيّاتِ

وَالّذِي سَدّ عَلَيْنا الرّي *** حَ أيّامَ البَلِيّاتِ

حدثنا العباس بن الوليد البيروتيّ ، قال : أخبرني أبي ، قال : ثني إسماعيل بن عياش ، عن محمد بن إسحاق قال : لما هبّت الريح قام سبعة من عاد ، فقالوا : نردّ الريح ، فأتوا فم الشعب الذي يأتي منه الريح ، فوقفوا عليه ، فجعلت الريح تهبّ ، فتدخل تحت واحد واحد ، فتقتلعه من الأرض فترمي به على رأسه ، فتندقّ رقبته ، ففعلت ذلك بستة منهم ، وتركتهم كما قال الله : أعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ وبقي الخَلَجان فأتى هودا فقال : يا هود ما هذا الذي أرى في السحاب كهيئة البخاتيّ ؟ قال : تلك ملائكة ربي ، قال : مالي إن أسلمت ؟ قال : تَسْلَم ، قال : أيُقيدني ربك إن أسلمت من هؤلاء ؟ فقال : ويلك أرأيت مَلكا يقيد جنوده ؟ فقال : وعزّته لو فعل ما رضيت . قال : ثم مال إلى جانب الجبل ، فأخذ بركن منه فهزّه ، فاهتزّ في يده ، ثم جعل يقول :

لَمْ يَبْقَ إلاّ الخَلَجانُ نَفْسُهُ *** يا لَكَ مِنْ يَوْمٍ دَهانِي أمْسُهُ

بِثابِتِ الوَطْءِ شَدِيدٍ وَطْسُهُ *** لَوْ لَمْ يَجِئْنِي جِئْتُهُ أحُسّهُ

قال : ثم هبت الريح فألحقته بأصحابه .

حدثني محمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا نوح بن قيس ، قال : حدثنا محمد بن سيف ، عن الحسن ، قال : لما أقبلت الريح قام إليها قوم عاد ، فأخذ بعضهم بأيدي بعض كما تفعل الأعاجم ، وغمزوا أقدامهم في الأرض وقالوا : يا هود من يزيل أقدامنا عن الأرض إن كنت صادقا ، فأرسل الله عليهم الريح فصيرتهم كأنهم أعجاز نخل مُنْقَعِر .

حدثني محمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا مسلم ، قال : حدثنا نوح بن قيس ، قال : حدثنا أشعث بن جابر ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة ، قال : إن كان الرجل من قوم عاد ليتخذ المصراعين من حجارة ، لو اجتمع عليها خمس مئة من هذه الأمة لم يستطيعوا أن يحملوها ، وإن كان الرجل منهم ليغمز قدمه في الأرض ، فتدخل في الأرض ، وقال : كأنهم أعجاز نخل ومعنى الكلام : فيتركهم كأنهم أعجاز نخل منقعر ، فترك ذكر فيتركهم استغناء بدلالة الكلام عليه . وقيل : إنما شبههم بأعجاز نخل منقعر ، لأن رؤوسهم كانت تبين من أجسامهم ، فتذهب لذلك رِقابهم ، وتبقى أجسادهم . ذكر من قال ذلك :

حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا خلف بن خليفة ، عن هلال بن خباب ، عن مجاهد ، في قوله : كأنّهُمْ أعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ قال : سقطت رؤوسهم كأمثال الأخبية ، وتفرّدت ، أو وتَفَرّقت أعناقهم «قال أبو جعفر : أنا أشك » ، فشبهها بأعجاز نخلٍ منقعر .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : تَنْزِعُ النّاسَ كأنّهُم أعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ قال : هم قوم عاد حين صرعتهم الريح ، فكأنهم فِلَق نخل منقعر فَكَيْفَ كانَ عَذَابي وَنُذُرِ يقول تعالى ذكره : فانظروا يا معشر كفار قريش ، كيف كان عذابي قوم عاد ، إذ كفروا بربهم ، وكذّبوا رسوله ، فإن ذلك سنة الله في أمثالهم ، وكيف كان إنذاري بهم مَنْ أنذرت .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَكَيۡفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} (21)

{ فكيف كان عذابي ونذر } كرره للتهويل . وقيل الأول لما حاق بهم في الدنيا ، والثاني لما يحيق بهم في الآخرة كما قال أيضا في قصتهم { لنذيقنهم عذاب الخزى في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى } .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَكَيۡفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} (21)

{ فكيف كان عذابي ونذر } التخويف وهز الأنفس قال الرماني : لما كان الإنذار أنواعاً ، كرر التذكير والتنبيه ، وفائدة تكرار قوله : { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَكَيۡفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} (21)

تكرير لنظيره السابق عقب قصة قوم نوح لأن مقام التهويل والتهديد يقتضي تكرير ما يفيدهما . و ( كيف ) هنا استفهام على حالة العذاب ، وهي الحالة الموصوفة في قوله : { إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً } إلى { منقعر } [ القمر : 19 ، 20 ] ، والاستفهام مستعمل في التعجيب .