اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَكَيۡفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} (21)

قوله : { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } قال أكثر المفسرين :

إن «النُّذُر » ههنا جمع «نَذِير » الذي هو مصدر بمعنى الإِنذار فما الحكمة في توحيد العذاب حيث لم يقال : فكيف أنواعُ عَذَابِي وَقَالَ{[54057]} : إِنذاري ؟ ! .

قال ابن الخطيب : هذا إشارة إِلى غَلَبَةِ الرحمة ، لأن الإِنذار إِشفاقٌ ورحمةٌ فقال : الإنذاراتُ التي هي نِعَمٌ ورحمة تَوَاتَرَتْ ، فلما لم ينفع{[54058]} وقع العذاب دفعة واحدة فكانت النعمُ كثيرةً والنقمةُ واحدةً .


[54057]:الصحيح كما عبارة الرازي: ووَبالِ إنذاري.
[54058]:في ب يقع.