ثم ذكر شرابهم فقال : { ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا } أي : على أثر هذا الطعام { لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ } أي : ماء حارا ، قد انتهى ، كما قال تعالى : { وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا } وكما قال تعالى : { وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ }
{ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا } أى : على ما يأكلونه منها { لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ } أى : لشرابا مخلوطا بماء شديد الحرارة يقطع الأحشاء ، كما قال - تعالى - : { وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ } فالشوب : الخلط يقال : شاب فلان طعامه ، إذا خلطه بغيره .
والحميم : الماء الذى بلغ الغاية فى الحرارة . فطعامهم - والعياذ بالله - قد اجتمع فيه مرارة الزقوم وحرارة الماء وهذا أشنع ما يكون عليه الطعام .
و «الشوب » المزاج والخلط ، قاله ابن عباس وقتادة ، وقرأ شيبان النحوي{[5]} «لشُوباً » بضم الشين ، قال الزجاج : فتح الشين المصدر ، وضمه الاسم ، و «الحميم » السخن جداً من الماء ونحوه ، فيريد به ها هنا شرابهم الذي هو طينة الخبال صديدهم وما ينماع منهم ، هذا قول جماعة من المفسرين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.