الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{ثُمَّ إِنَّ لَهُمۡ عَلَيۡهَا لَشَوۡبٗا مِّنۡ حَمِيمٖ} (67)

وقرىء : «لشوبا » بالضم ، وهو اسم ما يشاب به ، والأوّل تسمية بالمصدر .

فإن قلت : ما معنى حرف التراخي في قوله : { ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً } وفي قوله : { ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ } ؟ قلت : في الأوّل وجهان ، أحدهما : أنهم يملؤن البطون من شجرة الزقوم ، وهو حارّ يحرق بطونهم ويعطشهم ، فلا يسقون إلا بعد ما ملىء تعذيباً بذلك العطش ، ثم يسقون ما هو أحرّ وهو الشراب المشوب بالحميم .

والثاني : أنه ذكر الطعام بتلك الكراهة والبشاعة ، ثم ذكر الشراب بما هو أكره وأبشع ، فجاء بثم للدلالة على تراخي حال الشراب عن حال الطعام ومباينة صفته لصفته في الزيادة عليه . ومعنى الثاني : أنهم يذهب بهم عن مقارّهم ومنازلهم في الجحيم ، وهي الدركات التي أسكنوها إلى شجرة الزقوم ، فيأكلون إلى أن يتملؤا ، ويسقون بعد ذلك ، ثم يرجعون إلى دركاتهم ، ومعنى التر اخي في ذلك بين .