{ مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } أى : أنبت لكم تلك الزورع والثمار . . لتكون موضع انتفاع لكم ولأنعامكم إلى حين من الزمان .
إذ المتاع : هو ما ينتفع به الإِنسان إلى حين ثم ينتهى ويزول ، ولفظ " متاعا " منصوب بفعل محذوف ، أى : فعل ذلك متاعا لكم ، أو متعكم بذلك تمتيعا لكم ولأنعامكم .
أو قوله { مَّتَاعاً لَّكُمْ } حال من الألفاظ السابقة : العنب والقضب والزيتون والنخل
وقوله : مَتاعا لَكُمْ يقول : أنبتنا هذه الأشياء التي يأكلها بنو آدم متاعا لكم أيها الناس ، ومنفعة تتمتعون بها ، وتنتفعون ، والتي يأكلها الأنعام لأنعامكم ، وأصل الأنعام الإبل ، ثم تستعمل في كلّ راعية . وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، في قوله : مَتاعا لَكُمْ وَلأَنْعامِكُمْ قال : متاعا لكم الفاكهة ، ولأنعامكم العشب .
وقوله : { متاعاً لكم } حال من المذكورات يعود إلى جميعها على قاعدة ورود الحال بعد مفردات متعاطفة ، وهذا نوع من التنازع .
وقوله : { ولأنعامكم } عطَف قوله : { لكم } .
والمتاع : ما يُنتفع به زمناً ثم ينقطع ، وفيه لف ونشر مُشَوَّش ، والسامع يرجع كل شيء من المذكورات إلى ما يصلح له لظهوره . وهذه الحال واقعة موقع الإِدماج أدمجت الموعظة والمنة في خلال الاستدلال .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
قوله:"مَتاعا لَكُمْ "يقول: أنبتنا هذه الأشياء التي يأكلها بنو آدم متاعا لكم أيها الناس، ومنفعة تتمتعون بها، وتنتفعون، والتي يأكلها الأنعام لأنعامكم، وأصل الأنعام الإبل، ثم تستعمل في كلّ راعية.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
فالمتاع كل شيء فيه إلذاذ الإمساس من مأكل أو منظر أو مشم أو ملمس، وأصله المصدر من قولهم: أمتعته إمتاعا ومتاعا ومتع النهار إذا ارتفع، لأن ارتفاعه يستمتع به. فبين تعالى أنه خلق ما خلق وأنبت ما أنبت من الأرض لإمتاع الخلق به من المكلفين وأنعامهم التي ينتفعون بها.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
...والمعنى تتمتعون به أنتم وأنعامكم...
... واعلم أنه تعالى لما ذكر هذه الأشياء وكان المقصود منها أمورا ثلاثة:
(أولها): الدلائل الدالة على التوحيد.
(وثانيها): الدلائل الدالة على القدرة على المعاد.
(وثالثها): أن هذا الإله الذي أحسن إلى عبيده بهذه الأنواع العظيمة من الإحسان، لا يليق بالعاقل أن يتمرد عن طاعته وأن يتكبر على عبيده أتبع هذه الجملة بما يكون مؤكدا لهذه الأغراض وهو شرح أهوال القيامة، فإن الإنسان إذا سمعها خاف فيدعوه ذلك الخوف إلى التأمل في الدلائل والإيمان بها والإعراض عن الكفر، ويدعوه ذلك أيضا إلى ترك التكبر على الناس، وإلى إظهار التواضع إلى كل أحد فلا جرم ذكر القيامة: فقال: {فإذا جاءت الصاخة}...
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :
وهذا ضرب مثل ضربه الله تعالى لبعث الموتى من قبورهم، كنبات الزرع بعد دثوره، كما تقدم بيانه في غير موضع. ويتضمن امتنانا عليهم بما أنعم به،...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
هذه هي القصة التي أخرجتها يد القدرة: (متاعا لكم ولأنعامكم).. إلى حين. ينتهي فيه هذا المتاع؛ الذي قدره الله حين قدر الحياة. ثم يكون بعد ذلك أمر آخر يعقب المتاع. أمر يجدر بالإنسان أن يتدبره قبل أن يجيء:...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
{متاعاً لكم} حال من المذكورات يعود إلى جميعها على قاعدة ورود الحال بعد مفردات متعاطفة، وهذا نوع من التنازع. وقوله: {ولأنعامكم} عطَف قوله: {لكم}. والمتاع: ما يُنتفع به زمناً ثم ينقطع، وفيه لف ونشر مُشَوَّش، والسامع يرجع كل شيء من المذكورات إلى ما يصلح له لظهوره. وهذه الحال واقعة موقع الإِدماج أدمجت الموعظة والمنة في خلال الاستدلال...
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
وهكذا نلاحظ أن الله أراد من الإنسان أن لا يجلس إلى الطعام جلسةً مستغرقةً في الحاجة، وفي الرغبة في اللذة، ولكنه أراد له أن يجلس إليه جلسة تأمّل وتفكير، ليتعرف من خلال ذلك إلى مواقع العظمة، ومصادر النعمة، ليعرف ربّه، ولينطلق من خلال هذه المعرفة في خط طاعته وتقواه وشكره على نعمه...
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
«والمتاع»: هو كلّ ما يستفيد منه الإنسان ويتمتع به...
ذكرت الآيات المبحوثة ثمانية أنواع من المواد الغذائية النباتية لسد احتياجات الإنسان والحيوانات، وهذا التأكيد على الأغذية النباتية يعطي ما للنباتات والحبوب والفاكهة من أهمية غذائية تفوق في دورها على الأغذية الحيوانية التي تأتي في نظر القرآن في المرتبة الثّانية من حيث الأهمية. وقد اهتم علماء التغذية حديثاً بما ورد في القرآن الكريم فيما يخصّ مجال عملهم، ويكشف هذا الاهتمام بدوره عن عظمة القرآن وقوّة ما فيه... وعلى أيّة حال، فالتأمل في هذه الأمور يزيد الإنسان معرفة بعظمة ولطف الخالق جلّ شأنه، ويوسّع اطلاعه في تحسس نِعم الباري جلّ اسمه على الخلائق أجمعين. نعم.. فالاهتمام في مسألة غذاء الإنسان (الجسمي والروحي) من حيث النوعية وطريقة كسبه، يدفع الإنسان للتقرب أكثر من جادة معرفة اللّه وسلوك طريق رضوانه سبحانه، كما ويدفع إلى تهذيب وتزكية النفس من أدران الشرك وقذارة الذنوب. نعم.. (فلينظر الإنسان إلى طعامه)، تمثل الآية المباركة: أقصر تعبير لمعنىً واسع ومتشعب...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.