وقوله - تعالى - : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطارق } تنويه بشأنه إثر تفخيمه بالإِقسام به ، فالاستفهام مستعمل فى تعظيم أمره .
وقد جاء التعبير بقوله - تعالى - : { وَمَآ أَدْرَاكَ . . . } ثلاث عشرة مرة فى القرآن الكريم ، كلها جاء الخبر بعدها - كما هنا - ، وكما فى قوله - تعالى - { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ . لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ . لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ } وكما فى قوله - سبحانه - : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدين . ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدين . يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً . . . } إلا واحدة لم يأت الخبر بعدها ، وهى قوله - تعالى - : { الحاقة . مَا الحآقة . وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الحاقة . . } أما التعبير بقوله - تعالى - : { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعة تَكُونُ قَرِيباً } { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعة قَرِيبٌ } { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يزكى } قال القرطبى : قال سفيان : كل ما فى القرآن وما أدراك فقد أخبر به ، وكل شئ قال فيه : وما يدريك ، لم يخبر به .
وأبهم الموصوف بالطارق ابتداء ، ثم زيد إبهاماً مشوباً بتعظيم أمره بقوله : { وما أدراك ما الطارق } ثم بُين بأنه : { النجم الثاقب } ليحصل من ذلك مزيد تقرر للمراد بالمقسم به وهو أنه من جنس النجوم ، شُبه طلوع النجم ليلاً بطروق المسافر الطارق بيتاً بجامع كونه ظهوراً في الليل .
و { ما أدراك } استفهام مستعمل في تعظيم الأمر ، وقد تقدم عند قوله تعالى : { وما يدريك لعل الساعة قريب } في سورة الشورى ( 17 ) ، وعند قوله : { وما أدراك ما الحاقة } [ الحاقة : 3 ] وتقدم الفرق بين : ما يدريك ، وما أدراك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.