التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡقَارِعَةُ} (3)

والاستفهام فى قوله - سبحانه - : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا القارعة } استفهام عن حقيقتها ، والمقصود به التهويل من أمرها ، والتفظيع من حالها ، وتنبيه النفوس إلى ما يكون فيها من شدائد ، تفزع لها القلوب فزعا لا تحيط العبارة بتصويره ، ولا تستطيع العقول أن تدرك كنهه .

و " القارعة " : مبتدأ ، و " ما " : مبتدأ ثان ، و " القارعة " : خبر المبتدأ الثانى ، وجملة المبتدأ الثانى وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ الأول .

وقوله - سبحانه - : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا القارعة } معطوف على جملة " ما القارعة " ، والخطاب فى قوله { وَمَآ أَدْرَاكَ } لكل من يصلح له .

أى : وما أدراك - أيها المخاطب - ما كنهها فى الشدة ؟ إنها فى الشدة والهول شيء عظيم . لا يعلم مقدارها إلا الله - تعالى - .

فالمقصود من الآيات الكريمة : تعظيم شأنها ، والتعجيب من حالها ، وأنها تختلف عن قوارع الدنيا - مهما بلغ عظمها - اختلافا كبيرا .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡقَارِعَةُ} (3)

ثم أجاب بسؤال التجهيل : ( وما أدراك ما القارعة ? ) . . فهي أكبر من أن يحيط بها الإدراك ، وأن يلم بها التصور !

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡقَارِعَةُ} (3)

وجملة : { وما أدراك ما القارعة } عطف على جملة { ما القارعة } .

والخطاب في { أدراك } لغير معين ، أي وما أدراك أيها السامع .

وتقدم نظير هذا عند قوله تعالى : { الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة } [ الحاقة : 1 3 ] وتقدم بعضه عند قوله تعالى : { وما أدراك ما يوم الدين } في سورة الانفطار ( 17 ) .