وقوله - سبحانه - : { وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى الله } معطوف على قوله : { أَنْ أدوا } وداخل فى حيز القول .
أى : قال لهم : أرسلوا معى بنى إسرائيل ، واستجيبوا لدعوتى ، واحذروا أن تتجبروا أو تتكبروا على الله - تعالى - ، بأن تستخفوا بوحيه أو تعرضوا عن رسوله . .
{ إني آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } أى : إنى آتيكم من عنده - تعالى - بحجة واضحة لا سبيل إلى إنكارها ، وببرهان ساطع يشهد بصدقى وأمانتى . .
وقوله : { وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ } أي : لا تستكبروا عن اتباع آياته ، والانقياد لحججه والإيمان ببراهينه {[26202]} ، كقوله : { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [ غافر : 60 ] .
{ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ [ مُبِينٍ ] } {[26203]} أي : بحجة ظاهرة واضحة ، وهي ما أرسله الله به من الآيات البينات والأدلة القاطعة {[26204]} .
المعنى كانت رسالتُه وقولُه : { أن أدوا } [ الدخان : 18 ] { وأن تعلوا } وعبر بالعلو عن الطغيان والعتو على الله تعالى وعلى شرعه وعلى رسوله .
وقرأ الجمهور : «إني آتيكم » بكسر الألف على الإخبار المؤكد ، والسلطان : الحجة ، فكأنه قال : لا تكفروا ، فإن الدليل المؤدي إلى الإيمان بيّن . وقرأت فرقة : «أني آتيكم » بفتح الألف . و «أن » في موضع نصب بمعنى : لا تكفروا من أجل أني آتيكم بسلطان مبين ، فكأن مقصد هذا الكلام التوبيخ ، كما تقول لإنسان : لا تغضب ، لأن الحق قيل لك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.