أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ رَٰوَدُوهُ عَن ضَيۡفِهِۦ فَطَمَسۡنَآ أَعۡيُنَهُمۡ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} (37)

{ ولقد راودوه عن ضيفه } قصدوا الفجور بهم . { فطمسنا أعينهم } فمسحناها وسويناها بسائر الوجه . روي أنهم لما دخلوا داره عنوة صفقهم جبريل عليه السلام صفقة فأعماهم . { فذوقوا عذابي ونذر } فقلنا لهم ذوقوا على ألسنة الملائكة أو ظاهر الحال .

 
لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ رَٰوَدُوهُ عَن ضَيۡفِهِۦ فَطَمَسۡنَآ أَعۡيُنَهُمۡ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} (37)

جاء جبريلُ ومَسَحَ بجناحه عَلى وجوههم فَعمُوا ، ولم يهتدوا للخروج - وكذلك أجرى سُنَّتَه في أوليائه أنْ يَطْمِسَ على قلوبِ أعدائهم حتى يلبس عليهم كيف يؤذون أولياءَه ثم يُخَلِّصُهم من كيدهم .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ رَٰوَدُوهُ عَن ضَيۡفِهِۦ فَطَمَسۡنَآ أَعۡيُنَهُمۡ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} (37)

33

المفردات :

راودوه عن ضيفه : طلبوا منه تمكينهم منهم ليفجروا بهم .

فطمسنا أعينهم : حجبناها عن الإبصار ، فلم تر شيئا .

التفسير :

37- { وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ } .

جاءت الملائكة إلى لوط في صورة شبان مرد حسان ، وبعثت امرأته العجوز الخائنة لأمانة زوجها إلى قومها تخبرهم بوجود شباب حسان عند لوط ، فأقبلوا مسرعين راغبين في الفجور واللواط بهؤلاء الشباب ، ولم يفتح لهم لوط الباب ، وعرض عليهم الزواج من ابنتيه فرفضوا ، وقالوا : ليست لنا رغبة في النساء ، إنما نريد اللواط بمن عندك من الشباب ، وهجموا على باب منزله يريدون كسر الباب ، وهنا نزل جبريل من السماء فمسح عيونهم فلم يروا شيئا ، فرجعوا على أدبارهم يتحسسون بالحيطان ، ويتوعدون لوطا بالانتقام منه في الصباح .

ثم حكى القرآن ما قيل لهم على ألسنة الملائكة : فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ .

أي : ذوقوا ألم عذاب الله ، وعاقبة تكذيب إنذاراته .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ رَٰوَدُوهُ عَن ضَيۡفِهِۦ فَطَمَسۡنَآ أَعۡيُنَهُمۡ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} (37)

{ ولقد راودوه عن ضيفه } أرادوا منه تمكينهم من أضيافه ليخبثوا بهم . يقال : راودته على كذا مراودة وروادا ، أي أردته . وعدي ب " عن " لما فيه من معنى البعد ؛ أي أن يبعد عن الأضياف بألا يمنعهم عنهم . { فطمسنا أعينهم } فحجبنا أبصارهم ؛ فدخلوا المنزل فلم يروا شيئا . وكنى عن ذلك بالطمس ، وهو المحو وإذهاب الأثر .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ رَٰوَدُوهُ عَن ضَيۡفِهِۦ فَطَمَسۡنَآ أَعۡيُنَهُمۡ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} (37)

راودوه عن ضيفه : نازعوه في ضيوفه ليفجُروا بهم ، وهم يظنون أنهم من البشر . الضيف يطلق على الواحد والجمع .

فطمسنا أعينهم : حجبناها عن الإبصار فلم تر شيئا .

ثم طلبوا منه ضيوفَه ليأخذوهم ويفجُروا بهم لَمّا رأوهم على صورة شبابٍ مُرْدٍ حسان ، فَطَمَسَ الله أعينَهم وحجَبها عن الإبصار . وذهبَ الملائكةُ بعدَ أن أفهموا لوطاً بأنْ يخرج ليلاً من تلك القرية الظالمة .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ رَٰوَدُوهُ عَن ضَيۡفِهِۦ فَطَمَسۡنَآ أَعۡيُنَهُمۡ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} (37)

{ وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ } صرفوه عن رأيه فيهم وطلبوا الفجور بهم وهذا من إسناد ما للبعض للجميع لرضاهم به { فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ } أي أزلنا أثرها وذلك بمسحها وتسويتها كسائر الوجه ، وهو كما قال أبو عبيدة ، وروى أن جبريل عليه السلام استأذن ربه سبحانه في عقوبتهم ليلة جاءوا وعالجوا الباب ليدخلوا عليهم فصفقهم بجناحه فتركهم عمياناً يترددون لا يهتدون إلى طريق خروجهم حتى أخرجهم لوط عليه السلام وقال ابن عباس . والضحاك : إنما حجب إدراكهم فدخلوا المنزل ولم يروا شيئاً فجعل ذلك كالطمس فعبر به عنه .

وقرأ ابن مقسم { فَطَمَسْنَا } بتشديد الميم للتكثير في المفعول { فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } أي فقلنا لهم ذلك على ألسنة الملائكة عليهم السلام ، فالقول في الحقيقة لهم وأسند إليه تعالى مجازاً لأنه سبحانه الآمر أو القائل ظاهر الحال فلا قول وإنما هو تمثيل ، والمراد بالعذاب الطمس وهو من جملة ما أنذروه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ رَٰوَدُوهُ عَن ضَيۡفِهِۦ فَطَمَسۡنَآ أَعۡيُنَهُمۡ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} (37)

ونهاهم عن الشرك والفاحشة التي ما سبقهم بها أحد من العالمين ، فكذبوه واستمروا على شركهم وقبائحهم .

حتى إن الملائكة الذين جاءوه بصورة أضياف حين سمع بهم قوم لوط ، جاؤوهم{[1]}  مسرعين ، يريدون إيقاع الفاحشة فيهم ، لعنهم الله وقبحهم ، وراودوه عنهم ،

فأمر الله جبريل عليه السلام ، فطمس أعينهم بجناحه ، وأنذرهم نبيهم بطشة الله وعقوبته { فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ }


[1]:- هذا التنبيه جعله الشيخ -رحمه الله- على غلاف المجلد الأول فصدرت به التفسير كما فعل -رحمه الله-.