فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدۡ رَٰوَدُوهُ عَن ضَيۡفِهِۦ فَطَمَسۡنَآ أَعۡيُنَهُمۡ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} (37)

{ ولقد راودوه عن ضيفه } أي أرادوا منه تمكينهم ممن أتاه من الملائكة ، ليفجروا بهم ، كما هو دأبهم ، يقال : راودته عن كذا مراودة ، وروادا أي : أردته ، وراد الكلام يروده روادا أي : طلبه المرة بعد المرة ، فالمعنى طلبوه المرة بعد المرة أن يخلي بينهم وبينهم ، وقد تقدم تفسير المراودة في سورة هود { فطمسنا أعينهم } الطموس الدرس والانمحاء ، قاله في المختار : أي صيرناها ممسوحة ، لا يرى لها شق ، كما تطمس الريح الأعلام بما تسفي عليها من التراب ، وقيل : أذهب الله نور أبصارهم مع بقاء الأعين على صورتها ، قال الضحاك : طمس الله على أبصارهم فلم يروا الرسل فرجعوا .

{ فذوقوا } أي فقلنا لهم : ذوقوا على ألسنة الملائكة ، أو ظاهر الحال والمراد بهذا الأمر الخبر ، أي أذقتهم { عذابي ونذر } يعني ما أنذركم به لوط من العذاب