فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَقَدۡ رَٰوَدُوهُ عَن ضَيۡفِهِۦ فَطَمَسۡنَآ أَعۡيُنَهُمۡ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} (37)

{ وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ } أي أرادوا منه تمكينهم ممن أتاه من الملائكة ليفجروا بهم كما هو دأبهم ، يقال راودته عن كذا مراودة ورواداً : أي أردته ، وراد الكلام يروده روداً : أي طلبه ، وقد تقدّم تفسير المراودة مستوفى في سورة يوسف { فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ } أي صيرنا أعينهم ممسوحة لا يرى لها شقّ ، كما تطمس الريح الأعلام بما تسفي عليها من التراب . وقيل : أذهب الله نور أبصارهم مع بقاء الأعين على صورتها . قال الضحاك : طمس الله على أبصارهم ، فلم يروا الرسل فرجعوا { فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } قد تقدّم تفسيره في هذه السورة .