النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَقَدۡ رَٰوَدُوهُ عَن ضَيۡفِهِۦ فَطَمَسۡنَآ أَعۡيُنَهُمۡ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} (37)

{ وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ } يعني ضيف لوط وهم الملائكة الذين نزلوا عليه في صورة الرجال ، وكانوا على أحسن صورهم ، فراودوا لوطاً عليهم طلباً للفاحشة .

{ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ } والطمس محو الأثر ومنه طمس الكتاب إذا محي ، وفي طمس أعينهم وجهان :

أحدهما : أنهم اختفوا عن أبصارهم حتى لم يروهم ، مع بقاء أعينهم ، قاله الضحاك .

الثاني : أن أعينهم طمست حتى ذهبت أبصارهم وعموا فلم يروهم ، قاله الحسن ، وقتادة .

{ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ } فيه وجهان :

أحدهما : أنه وعيد بالعذاب الأدنى ، قاله الضحاك .

الثاني : أنه تقريع بما نالهم من عذاب العمى{[2835]} الحال ، وهو معنى قول الحسن ، وقتادة .


[2835]:هو العمى الحال بهم إذ طمست أعينهم.