التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَلَهُمۡ عَلَيَّ ذَنۢبٞ فَأَخَافُ أَن يَقۡتُلُونِ} (14)

قوله تعالى { ولهم عليّ ذنب فأخاف أن يقتلون }

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى عن نبيه موسى { ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون } لم يبين هنا هذا الذنب الذي لهم عليه الذي يخاف منهم أن يقتلوه بسببه وقد بين في غير هذا الموضع أن الذنب المذكور هو قتله لصاحبهم القبطي ، فقد صرح تعالى بالقتل المذكور في قوله تعالى { قال ربي إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون } ، فقوله { قتلت منهم نفسا } مفسر لقوله { ولهم علي ذنب } ، ولذا رتب بالفاء على كل واحد منهما . قوله { فأخاف أن يقتلون } و قد أوضح تعالى قصة قتل موسى له لقوله في القصص { ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلان يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه } ، وقوله { فقضى عليه } أي قتله وذلك هو الذنب المذكور في آية الشعراء هذه . وقد بين تعالى أنه غفر لنبيه موسى ذلك الذنب المذكور ، وذلك في قوله تعالى { قال ربي إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له } الآية .

أخرج آدم ابن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ، قوله { ولهم عليّ ذنب فأخاف أن يقتلون } قال : قتل النفس التي قتل منهم .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن عباس قوله { فأخاف أن يقتلون } قال : شكى موسى صلى الله عليه و سلم إلى ربه ما يتخوف من آل فرعون في القتيل .