فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَهُمۡ عَلَيَّ ذَنۢبٞ فَأَخَافُ أَن يَقۡتُلُونِ} (14)

{ ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون } يتابع موسى عليه السلام ضراعته إلى مولانا البر الرحيم ، فيقول : إن لهم علي تبعة ذنب القبطي الذي كنت وكزته يوم استغاث بي الإسرائيلي ، فمات القبطي من أثر الوكزة ، فإذا ذهب إلى قوم فرعون سيهبون لقتلي ثأرا لقتله : - وإنما سمى ذنبا بحسب زعمهم- مما جاء في روح المعانى : ومراده عليه السلام بهذا استدفاع البلية خوف فوات مصلحة الرسالة ، وانتشار أمرها ، كما هو اللائق بمقام أولي العزم من الرسل عليهم السلام ، فإنهم يتوقون لذلك ، كما كان يفعل- صلى الله عليه وسلم- حتى نزل : ) . . والله يعصمك من الناس . . ( {[2645]} ، ولعل الحق أن قصد حفظ النفس معه لا ينافي مقامهم . اه

[ ودل على أن الخوف قد يصحب الأنبياء والفضلاء والأولياء مع معرفتهم بالله وأن لا فاعل إلا هو ، إذ قد يسلط من شاء على من شاء ]{[2646]} .


[2645]:سورة المائدة. من الآية 67.
[2646]:ما بين العلامتين[ ] مما في الجامع لأحكام القرآن.