التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ يَلۡقَ أَثَامٗا} (68)

قوله تعالى { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما } إلى قوله { إلا من تاب وآمن . . . }

قال البخاري : حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان ، قال : حدثني منصور وسليمان عن أبي وائل عن أبي ميسرة عن عبد الله رضي الله عنه قال : سألت -أو سئل- رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب عند الله أكبر ؟ قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " .

قلت ثم أيّ ؟ قال : " ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك " ، قلت : ثم أيّ ؟ قال : " أن تُزاني بحليلة جارك " قال : ونزلت هذه الآية تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون }

( صحيح البخاري 8/350-351ح4761-ك التفسير-سورة الفرقان ، ب الآية ) .

قال البخاري : حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف أنّ ابن جريج أخبرهم قال : أخبرني القاسم بن أبي بزّة أنه سأل سعيد بن جبير : هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة ؟ فقرأت عليه { ولا يقتلون النفس التي حرّم الله إلا بالحق } فقال سعيد : قرأتها على ابن عباس كما قرأتها عليّ فقال : هذه مكية نسختها آية مدنية التي في سورة النساء .

( صحيح البخاري 8-350-351ح4761-ك التفسير-سورة الفرقان ، ب الآية ) .

قال البخاري : حدثنا آدم ، حدثنا شعبة ، حدثنا منصور عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله تعالى { فجزاؤه جهنم } قال : لا توبة له . وعن قوله جلّ ذكره { لا يدعون مع الله إلها آخر } قال : كانت هذه في الجاهلية .

( صحيح البخاري 8-350-351 ح4764- ك التفسير-سورة الفرقان ، ب الآية ) .

قال مسلم : حدثني محمد بن حاتم بن ميمون ، وإبراهيم بن دينار ( واللفظ لإبراهيم ) . قالا : حدثنا حجاج ( وهو ابن محمد ) عن ابن جريج ، قال : أخبرني يعلى بن مسلم ، أنه سمع سعيد بم جبير يُحدث عن ابن عباس ، أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا . ثم أتوا محمدا صلى الله عليه وسلم . فقالوا : إن الذي تقول وتدعو لحسن . ولو تخبرنا أن لما عملنا كفارة ! فنزل { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما } ونزل { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } .

( صحيح مسلم1/113 ح193-ك الإيمان ، ب كون الإسلام يهدم ما قبله . . ) .

قال مسلم : حدثني هارون بن عبد الله ، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم الليثي ، حدثنا معاوية ( يعني شيبان ) عن منصور بن المعتمر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : نزلت هذه الآية بمكة { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر } إلى قوله { مُهانا } . فقال المشركون : وما يغني عنّا الإسلام وقد عدلنا بالله وقد قتلنا النفس التي حرم الله وأتينا الفواحش ؟ فأنزل الله عز وجل : { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا } إلى آخر الآية . قال : فأما من دخل في الإسلام وعَقَلَهُ . ثم قتل فلا توبة له .

( صحيح مسلم4/2318-ك التفسير ) .

قال البخاري : حدثنا عبدان ، أخبرنا أُبيّ ، عن شعبة ، عن منصور ، عن سعيد بن جبير قال : أمرني عبد الرحمن بن أبزى أن أسأل ابن عباس عن هاتين الآيتين { ومن يقتل مؤمنا متعمدا } فسألته فقال : لم ينسخها شيء . وعن { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر } قال : نزلت في أهل الشرك .

( صحيح البخاري 8/354 ح4766-ك التفسير-سورة الفرقان ، ب { إلا من تاب وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات . . . } ) .

قال النسائي : أخبرني محمد بن بشار عن عبد الوهاب قال : حدثنا محمد ابن عمرو عن موسى بن عقبة عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد عن زيد في قوله { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم } قال : نزلت هذه الآية بعد التي في تبارك الفرقان بثمانية أشهر { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق } .

( السنن87/7ح695-ك تحريم الدم ، ب تعظيم الدم ) ، والطبري ( التفسير5/220 ) ، والطبراني ( المعجم الكبير5/136 ) من طرق عن محمد بن عمرو به ، وعند جميعهم : ( بستة أشهر ) ، بدل ( الثمانية ) . وقد أخرج النسائي رواية ( الستة أشهر ) أيضا ، لكن وقع في سندها : محمد بن عمرو عن أبي الزناد ، بإسقاط ( موسى بن عقبة ) . قال الألباني في الروايتين : حسن صحيح . . . ولفظ ( بستة أشهر ) أصح . ( صحيح سنن النسائي ح3742 ) .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله { يلق أثاما } قال : واديا في جهنم .

وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وسنده الصحيح ، وأخرجه ابن أبي حاتم بسند حسن عن عكرمة .